بإطلاقهم وإكرامهم، ثم فرّ بركات في أواخر هذه السنة أو في سنة ٩٠٩ فألفى أخاه أحمد قد قتل، وتولى بعده أخوه حميضة، ثم عاد بركات إلى الإمارة، ووصله مرسوم الغوري سنة ٩١٠، وضخم ملكه وفوض إليه أمر الحجاز جميعه، ثم شاركه في الحكم ولده أبو نُمَيّ وهو صغير بأمر الغوري، ولما استولى السلطان سليم عَلَى مصر سنة ٩٢٣، أرسل إلى الشريف بركات يطلب دخوله في الطاعة، فأجاب، وأرسل ولده أبا نُمَيّ فقابل السلطان ولقي منه إكراماً، ثم أعاده إلى والده شريكاً له في الإمارة كما كان إلى أن توفي والده سنة ٩٣١، فتولاها أبو نُمَيّ منفرداً، وكانت ولادته ليلة ٩ ذي الحجة سنة ٩١١، ووفاته سنة ٩٩٢ عن ثمانين سنة. ا.هـ. وقد ذكر ابن إياس قدومه إلى مصر وعودته منها ومقابلته للسلطان سليم في حوادث سنة ٩٢٣ فقال في حوادث جمادى الآخرة منها ما نصه: «وفي يوم الأحد خامس عشرة، حضر إلى الأبواب الشريفة ابن السيد الشريف بركات أمير مكة، وكان سبب حضوره أنه أتى ليهنئ ابن عثمان بمملكة مصر وأحضر صحبته تقادم فاخرة وحضر صحبته بيبردي بن كسباي أحد أمراء العشراوات الذي كان باش المجاورين بمكة». اهـ. وقال في حوادث رجب من تلك السنة: «وفي يوم الخميس رابعه خرج إلى السفر ابن السيد الشريف بركات أمير مكة فتوجه إلى وطاقه1 الذي
- ↑ الوطاق محرف عن أوتاق وهو بالتركية الخيمة الكبيرة التي للعظماء، والمراد هنا مخيم الركب.