صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/77

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٧٧ -

بمراد الرابع - نقل الآثار إلى حجرة أخرى خصها بها في هذا القصر وأبقى نظام زيارتها كما هو، وما زال كذلك إلى أن أبطله السلطان محمود بن عبد الحميد المعروف بمحمود الثاني سنة ١٢٤٠، واستعاض عنه بنظام آخر بقي متبعًا عندهم إلى انقراض دولتهم بخلع الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، وإخراج أسرة بني عثمان من المملكة سنة ١٣٤٢، وكانت لهم عناية كبيرة في الاحتفال بهذه الزيارة في منتصف شهر رمضان بحضور السلطان ووزرائه وعظماء دولته، ويسمونها زيارة الأمانات المباركة، أو زيارة الخرقة الشريفة، أو خرقة السعادة، لأن بينها قطعة من ثوب يزعمون أنها البردة التي وهبها صلى الله عليه وسلم لكعب بن زهير رضي الله عنه1. وما زالت هذه الآثار إلى اليوم في حجرتها بهذا القصر محفوظة في صناديق من الفضة المذهبة.

بيانها: في هذه الآثار ما هو منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفيها ما هو منسوب إلى بعض الأنبياء عليهم السلام أو بعض الصحابة رضي الله عنهم، وهي كثيرة لم يذكر أصحاب التواريخ التركية إلا أهمها، وقد رأينا أن نسردها على علاتها كما سردوها، ثم نعقبها ببيان رأْينا فيها، وهي:


  1. تقدم في فصل البردة والقضيب أن القرماني ذكر هذه البردة في تاريخه (أخبار الدول) وقال: إنها عند سلاطين آل عثمان يتباركون بها ويسقون ماءها لمن به ألم فيبرأ بإذن الله، وأن السلطان مراداً اتخذ لها صندوقاً من ذهب تعظيماً لها وتوقيراً، وقد بينا هناك ما وقع في كلامه من الوهم عن مصير هذه البردة إلى بني عثمان فليراجع.