صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/74

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٧٤ -

على الرأي الأول، والظاهر أن الرأي الثاني مبني على الاستنتاج لا عَلَى النقل لتوهمهم أن وجود الآثار النبوية عند الخلفاء من مستلزمات الخلافة ومكملاتها، فلما عاد السلطان سليم من مصر بالخليفة والآثار، ظنوا أنه تسلمها منه.

وليس في التواريخ العربية التي بأيدينا ذكر لهذه الآثار ولا إشارة إليها سوى أن ابن إياس لما ذكر قدوم ابن الشريف بركات على السلطان سليم بمصر قال عنهُ: «وأحضر صحبته تقادم فاخرة» والمراد بالتقادم الهدايا، فلعل هذه الآثار كانت منها، ولكن سكوته عن الإفصاح عنها — مع ما لها من الشأن وجلالة القدر — لا يخلو من نظر.

والذي استخلصناه عن الشريف بركات هذا من تواريخ الحجاز أنه بركات بن محمد بن بركات، ولد بمكة سنة ٨٦١، وسافر إلى القاهرة سنة ٨٧٨، ورجع شريكاً لوالده في الإمارة، ثم استقل بها بعد وفاته سنة ٩٠٣، ثم ثار عليه أخواه: الشريف هزّاع والشريف أحمد الملقَّب بالجازاني سنة ٩٠٤، ووقعت بينهم حروب آلت إلى ورود مرسوم السلطان الغوري من مصر بتولية هزّاع الإمارة فتولاها إلى أن توفي سنة ٩٠٧، فتولاها بعده أخوه أحمد، ثم ورد المرسوم من مصر بإعادة بركات فأعيد، ووقعت بينه وبين أحمد حروب وأهوال في أثناء سنة ٩٠٨ ثم وصلت جنود من مصر في ذي القعدة من تلك السنة فمال قائدها مع أحمد وأعاده وقبض على بركات وجماعة من الأشراف وجعلهم في الحديد وعاد بهم إلى مصر بعد نهب دورهم، فتألَم السلطان الغوري لذلك وأمر