صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٧١ -

الشريفة فيه عَلَى العموم، وهذا نصّ ما جاء في السؤال الذي أجاب عنه: «مسألة فيما هو جارٍ على ألسنة العامة، وفي المدائح النبوية، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لانَ له الصّخر وأثرت قدمه فيه، وأنه كان إذا مشى على التراب لا تؤثر قدمه فيه، هل له أصل في كتب الحديث أو لا؟ وهل إذا ورد فيه شيء من خرّجه؟ وصحيح هو أو ضعيف؟ وهل ما ذكره الحافظ شمس الدين بن ناصر الدمشقي في معراجه الذي ألفه مسجعاً ولفظه: «ثم توجها نحو صخرة بيت المقدس وعلاها، فصعد من جهة الشرق أعلاها، فاضطربت تحت قدم نبينا ولانت، فأمسكتها الملائكة لما تحركت ومالت» ألهذا أصل في كتب الحديث صحيح أو ضعيف أو لا» إلى آخر ما ذكر من السؤال عن أثر القدم الذي هناك، وعن أثر المرفق بمكة وغير ذلك، فأجاب عما ذكر بقوله: «لم أقف له على أصل ولا سند، ولا رأيت من خرجه في شيء من كتب الحديث». ا.هـ. وذهب العلاقة ابن العجمي في تنزيه المصطفى المختار إلى أن المعتمد ما ذكره في الفتاوى لأن العلماء يتحرون في فتاواهم أكثر مما يتحرون في المصنفات، وأما كتابه الخصائص فقد جمع فيه ما قيل إنه من الخصوصيات ولم يعتمد جميع ما فيه، ولكل مقام مقال. ا.هـ. ملخصاً. قلنا: وفي قوله هذا نظر، لأنه لو كان قَصَد في هذا الكتاب جمع ما قيل بلا اعتماد جميع ما فيه لنبه على ذلك في مقدمته أو خاتمته، والمرجح عندنا أن عدم تعقبه ما نقله عن رَزين بأنه لا أصل له ولا سند على ما قرره في فتاواه لم يكن إلا سهواً منه وجل من لا يسهو. والله أعلم.