صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/50

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٥٠ -


الأول: حجر أثر النبي وهو حجر ضارب إلى الحمرة عليه أثر قدمين، محفوظ في حجرة صغيرة مطلة على النيل وملاصقة للحائط الغربي لمسجد أثر النبي، وعلى هذه الحجرة قبة وفي حائطها الجنوبي محرابان: أحدهما لا شيء به، والذي في غربيه به صُفَّة ألصق الحجر عليها وجعل على وجه هذا المحراب رخام منقوش كتب فيه بالنقر سطران بالتركية يفيدان أن إبراهيم باشا مد الله في عمره جدد هذا المقام على رسم القدم، وقد تقدم في كلامنا على رباط الآثار أن إبراهيم باشا الدفتردار المتولي على مصر سنة ١٠٧١ جدده ووسعه وبنى تحته رصيفاً وأرصد له أرضاً وعيّن به القراء والحراس، ثم نقلنا عن الجبرتي خبر تجديد آخر فيه قام به الخواجة1 محمود حسن بزرجان باشا سنة ١٢٢٤ وقلنا إنه البناء الباقي إلى اليوم على الراجح والذي يظهر أن التجديد الأخير لم يشمل قبة الأثر بدليل هذه الكتابة الباقية على المحراب، إلا أن تكون هذه الرخامة أعيدت إلى مكانها بعد التجديد إبقاءً لاسم إبراهيم باشا وتاريخ وضع هذا الحجر بهذا المكان مجهول، فلا يغترنَّ الناظر في الخطط الجديدة


  1. الخواجة وقد يرسمه بعضهم بألف في آخر بدل التاء لفظ فارسي دخيل في التركية ويرسم في اللغتين بهاء في آخره غير منطوقة وهو لقب تكريم عندهم يرادف الأغا والأفندي والسيد وما في معناها، ويطلق أيضاً على الأساتذة المعلمين ولاسيما المشايخ المعممين منهم وقد يحرف في هذا المعنى، فيقال فيه: خوجه يحذف الألف التي بعد الواو، وفي الفوائد البهية في تراجم الحنفية أن النقشبندية يطلقون الخواجة على مشايخهم للتكريم، ورأينا في بعض التواريخ تلقيب الوزراء به ثم لقب به كبار التجار واستعمل في ذلك إلى عصر الجبرتي ولما كثر نزوح الإفرانج إلى مصر في أوائل هذا العصر، وكان أغلب الوافدين منهم في أول الأمر تجاراً كرموهم بهذا اللقب ثم توسعوا فيه فأطلقوه على كل إفرنجي ثم قيل أيضًا للوجيه من غير المسلمين، وإن لم يكن إفرنجياً، وقد فصَّلنا الكلام عليه في معجم العامية المصرية.