صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/49

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
آثار القدم الشريفة على الأحجار

قلنا في كلامنا على رباط الآثار المسمى بعد ذلك بجامع أثر النبي إن به حجراً تزعم العامة أن عليه أثر القدم النبوية الشريفة وليس بصحيح، ووعدنا بمعالجة البحث فيه وفيما يماثله من الأحجار في هذه التتمة فنقول:

المعروف الآن من هذه الأحجار سبعة: أربعة منها بمصر، وواحد بقبة الصخرة ببيت المقدس، وواحد بالقسطنطينية، وواحد بالطائف، وهي حجارة سوداء إلى الزرقة في الغالب عليها آثار أقدام متباينة في الصورة والقدر لا يشبه الواحد منها الآخر، وقد ألّف العلامة أحمد بن محمد الوفائي الشافعي المعروف بابن العجمي المتوفى سنة ١٠٨٦ رسالة سماها: «تنزيه المصطفى المختار عما لم يثبت من الأخبار» بيَّن فيها عدم صحة هذه الأحجار، وأن لا سند لما ورد فيها، ونقل عن الإمام ابن تيمية أنها من اختراع الجهال وأن ما يروى من حديث تأثير قدمه صلى الله عليه وسلم في الصخر إذا وطئ عليه من الكذب المختلق، وفي ج١ ص ٢٦٠ من مجلة «الهداية الإسلامية» نبذة في ذلك لأستاذنا العلامة مديرها لخَّصها من هذه الرسالة فلتراجع. وسنورد في آخر هذه التتمة خلاصة نذكر فيها من تكلم على هذه الأحجار من العلماء الأعلام نفياً وإثباتاً بعد أن نستوفي البحث فيها من الوجهة التاريخية مبتدئين بما بمصر منها على ما يأتي:

(٤)