والقطعة من القضيب وهي التي عبَّر عنها الجبرتي بقطعة عصا، وضُم إليها شعرتان من اللحية النبوية الشريفة1 محفوظتان في زجاجة، وقد حفظت جميعها في أربعة صناديق صغيرة من الفضة ملفوفة في قطع من الديباج الأخضر المطرز: المكحلة والمرود في صندوق، والشعرتان في صندوق، والقميص في صندوق، والقضيب في صندوق، وفقدت بقية الآثار التي كانت معها، وهي القطعة من العنزة، والقطعة من القصعة، والمخصف، والملقط، والمشط، ولا يعلم في أي زمان فقدت.
قال ابن إياس في حوادث المحرم من سنة ٨٨٩هـ: «وفيه توفي الشيخ ولي الدين أحمد شيخ الآثار النبوية وقاضي ثغر دمياط وكان ديناً خيراً حسن السيرة لا بأس به» ا.هـ. وهي عبارة مبهمة قد يفهم منها أنها آثار نبوية أخرى بدمياط كانت في نظر قاضيها، وقد تبين لنا بعد بحث طويل استوعبنا فيه تراجم الأحمدين بالضوء اللامع للسخاوي أن المراد الآثار المعروفة التي بالقاهرة، وأن الشيخ وليّ الدين المذكور كان شيخاً عليها ثم نقل قاضياً لدمياط وتوفي بها، وملخص ما جاء عنه في هذا الكتاب أنه الشيخ وليّ الدين أبو زُرعة أحمد بن محمَّد بن عمر بن محمد بن إبراهيم البارنباري الشافعي سبط داود بن عثمان السبتي، ولد بمصر سنة ٨٢٨، واشتغل على البهاء بن القطان والشهاب بن مبارك شاه والبرهان المتبولي
- ↑ سيأتي الكلام على الشعرات النبوية الشريفة في فصل خاص.