المسجد وواحد إلى القبة، وجعلت خزانة الآثار بحائطها الجنوبي، وهي باقية فيها إلى اليوم تقصد بالزيارة في أيام معلومة.
نرى فيما سردناه من الروايات اختلافاً في عدد هذه الآثار بالزيادة والنقصان، وسبب ذلك أن من الراوين من لم يرها، فذكر ما نقل له عنها بالسماع، ومنهم من تساهل في استقصاء عددها واكتفى بذكر بعضها، ولقد أحسن من احتاط منهم فأعقب عبارته بقوله: (وغير ذلك) والذي يتحصل من مجموع هذه الروايات أنها كانت قطعة من العنزة، أي: الحربة، وقطعة من القصعة، ومرود، وعبّر عنه بعضهم بالميل، وقال بعضهم من نحاس وبعضهم من نحاس أصفر، وملقط، وقال عنه بعضهم من حديد، وقيده بعضهم بكونه صغيراً لإخراج الشوك من الرجل أو غيرها، ومخصف، وقيده بعضهم بكونه صغيراً، وعبر عنه بعضهم بالإشفي الذي كان صلى الله عليه وسلم يخصف به نعله، ومكحلة، ومشط، وانفرد بذكرهما ابن كثير، وقطعة عصا وانفرد بذكرها الجبرتي، وقطعة من القميص ولم يذكرها إلا ابن إياس والجبرتي، ومن غير الآثار النبوية المصحف المنسوب لأمير المؤمنين علي عليه السلام، ثم أضاف إليها السلطان الغوري المصحف العثماني الذي كان بمدرسة القاضي الفاضل وهما باقيان إلى اليوم وفي نسبتهما إليهما نظر1.
ولم يبق من الآثار النبوية اليوم إلا المكحلة والمرود والقطعة من القميص
- ↑ سنفرد مقالاً فيما نسب من المصاحف الشريفة إلى الصحابة رضي الله عنهم ولاسيما ذي النورين وما روي عنها وقيل فيها.