صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/45

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٤٥ -

الوديعة التي يحملها الخديو وانتظم مع الحاملين لبقية الآثار، وكان خروج الموكب من القصر في ضحى ذلك اليوم، ووصل إلى المسجد الحسيني بالسير الرويد في ثلاث ساعات، وكان مسيره من عابدين في شارع عبد العزيز إلى ميدان العتبة الخضراء فشارع محمد علي إلى ميدان باب الخلق فشارع تحت الربع إلى باب زويلة فشارع السكرية فالعقادين فالغورية فالسكة الجديدة إلى أن وصل إلى المسجد الحسيني، وكان في طليعته خمسة من فرسان الشرطة يتلوهم جميع أرباب الأشائر الذين بالقاهرة حاملين أعلامهم، ثم كوكبة من فرسان الجيش فكتيبة من مشاته فالأعيان والوجوه فالعلماء وطلبة العلم فعشرون وصيفاً يحملون مجامر البخور وقماقم العطر، ومن بعدهم حملة الآثار في صف، يتوسطهم السيد البكري، وعن يمينه ويساره الغازي مختار باشا وكان لابساً حلته العسكرية، والأمير حسين باشا أخو الخديو، وفي الطرفين محمد ثابت باشا ورءوف باشا، ثم يتلوهم الوزراء — وكان يقال لهم في ذلك الحين: النظار — ثم مستخدمو الدواوين فشرذمة من رجال الشرطة، ولما وصلوا بالآثار إلى المسجد أودعوها في خزانتها وأودعوا معها المصحف العثماني، وتسلم مفاتيحها ناظر الأوقاف، ثم تليت آيات من الكتاب العزيز، ووقف الشيخ سليم عمر القلعاوي شيخ مسجد القلعة فخطب خطبة نوَّه فيها بالآثار ودعا للسلطان وللخديو.

ثم لما تولى على مصر الخديو عباس حلمي باشا سنة ١٣٠٩هـ، رأى أن ينشئ للآثار حجرة خاصة فتم إنشاؤها سنة ١٣١١هـ وراء الحائط الشرقي للمسجد الحسيني والحائط الجنوبي لقبة المشهد، وجعل لها بابان واحد إلى