صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/33

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٣٣ -

بهاء الدين لأن باني الرباط ومشتري الآثار حفيده تاج الدين كما قدمنا وهو ما أجمع عليه المؤرخون. والظاهر أن الذي أوقعه في ذلك ما اشتهر من نسبة الرباط إلى أحد بني حنا، فذهب ظنه وقت كتابة هذه الجملة إلى أكبرهم وأولهم في الشهرة وهو بهاء الدين سهواً منه، وجل من لا يسهو، وقلده في هذا الوهم ابن إياس1 بقوله في حوادث تولي الظاهر بيبرس على مصر سنة ٦٥٨ ما نصه: «واستقر بالصاحب بهاء الدين بن حنا وزيراً بالديار المصرية. أقول: والصاحب بهاء الدين بن حنا هذا هو الذي بنى مكان الآثار النبوية المطل على بحر النيل واشترى الآثار الشريفة بجملة كبيرة من المال وأودعها في ذلك المكان الذي أنشأه على بحر النيل وصارت الناس يقصدون ذلك المكان بسبب الزيارة في كل يوم أربعاء» ا.هـ. غير أنه أفادنا أن زيارة هذه الآثار كانت في تلك العصور كل يوم أربعاء.

وذكره البرهان الحلبي في حاشيته المسماة نور النبراس على سيرة ابن سيد الناس، فقال: «وفي آخر مصر مكان على النيل مبنى محكم البنيان وله طاقات مطلة على النيل ومكان ينزل إليه وبركة من ماء النيل ومطهرة بماء النيل، وفيه خزانة من خشب وعليها عدة ستور الواحد فوق الآخر وداخل


  1. ووهم فيه علي مبارك باشا وهما آخر في خططه، فنسب بناءه للسلطان الملك الظاهر بيبرس وذلك في كلامه على القرية الملاصقة له المسماة الآن (أثر النبي) ومن العجيب أنه لما تكلم عليه هنا لم يبين أنه المسجد الذي كان يسمى برباط الآثار، ولما تكلم على الربط ذكر رباط الآثار ونقل عبارة المقريزي بنصها ولم يزد عليها شيئاً مما حدث فيه بعد ذلك، فأوهم بصنيعه هذا أنهما مكانان لا علاقة لأحدهما بالآخر، والحقيقة أنه مكان واحد تغير اسمه ومعالمه مع الزمن.
(٣)