صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/32

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٣٢ -

وآثار رحمة الله هي آثار النبي صلى الله عليه وسلم بدليل قوله تعالى: ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَٰلَمِينَ ولا يجتمع الأثر والآثار في سائر الدنيا إلا بمصر خاصة، فهذا أعظم فخر لها».

واستطرد ابن كثير في البداية والنهاية لذكر بعض هذه الآثار في كلامه عما ورد في المكحلة النبوية فقال: «وبلغني أن بالديار المصرية مزاراً فيه أشياء كثيرة من آثار النبي صلى الله عليه وسلم اعتنى بجمعها بعض الوزراء المتأخرين فمن ذلك مكحلة وميل ومشط وغير ذلك، والله أعلم».

وذكر القلقشندي في صبح الأعشى الرباط والآثار في كلامه على الربط التي بالفسطاط بعبارة مختصرة قال فيها: «وأما الخوانق1 والربط فلم تعهد بالفسطاط، غير أن الصاحب بهاء الدين بن حنا عَمر رباط الآثار الشريفة النبوية بظاهر قبلي الفسطاط واشترى الآثار الشريفة، وهي ميل من نحاس وملقط من حديد وقطعة من العنزة وقطعة من القصعة بجملة مال وأثبتها بالاستفاضة وجعلها بهذا الرباط للزيارة». ا.هـ. وقد وهم في قوله


  1. الخوانق جمع خانقاه، وقد يقال فيها خوانك وخانكاه بالكاف وهي كلمة مولدة معربة عن الفارسية وأصلها فيها بالكاف، والمراد بها أماكن جعلت للصوفية يتخلون فيها لعبادة الله تعالى، وكان حدوث الخوانك في الإسلام في حدود الأربعمائة ويعبر الأتراك عن الخانقاه بالتكية. ونقل علي مبارك باشا في كلامه على الخانقاة السرياقوسية من خططه (ج ١٠ ص ٨٧) عن حاشية ابن عابدين على الدر المختار في الفقه ما يفيد أن الخوانك هي الزوايا الخاصة بصوفية الروم.