صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/31

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٣١ -

الأمصار بالرباط الصاحبي التاجي نسبة إلى بانيه الصاحب تاج الدين ونقل عبارة ابن المتوج التي نقلها المقريزي عنه ثم بيَّن ما به من الآثار بقوله: «قلت: وهو مسجد الآثار الشريفة اشتراها الصاحب تاج الدين من الشريف          1 بمبلغ مائتين وخمسين ألف درهم وجعلها في خزانة في هذا الرباط وهي قطعة من العنزة2 وقطعة من القصعة ومرود وملقط ومخصف ووقف على هذا المكان بستان المعشوق». ثم قال بعد ما ذكر ما وقفه الأشرف شعبان عَلَى هذا الرباط: «قلت: ذكرت مرة مسجد الآثار عند الشيخ الإمام العالم برهان الدين إبراهيم بن زُقَّاعة الغزي3 في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة فقال لي: إني استنبطت من القرآن آية في حق الآثار وهي قوله تعالى: ﴿فَٱنظُرْ إِلَىٰٓ ءَاثَٰرِ رَحْمَتِ ٱللَّهِ وقرئت آثار4 فأثر رحمة الله هو المطر ومدد النيل منه والمكان مطل على النيل


  1. بياض في النسخة بمقدار كلمتين، ولا ريب في أن الساقط اسم أحد بني إبراهيم الذي اشترى منه الصاحب هذه الآثار.
  2. العنزة بفتحتين الحربة القصيرة.
  3. هو العالم الصوفي المعتقد صاحب الديوان توفي بالقاهرة سنة ٨١٦ ودفن خارج باب النصر، وكان قبره مشهوراً إلى القرن الثاني عشر، وزاره العلامة الشيخ عبد الغني النابلسي وذكره في رحلته الحقيقة والمجاز في رحلة الشام ومصر والحجاز، فقال: إنه بالزقاق الذي على ميمنة الخارج من باب النصر في مزار عليه باب وعلى تابوته ثوب أخضر. قلت: وما زلت أبحث عنه حتى اهتديت إليه في هذا الطريق فرأيته في حالة يرثى لها من الإهمال وقد هدم المزار وزال التابوت والستر ولم يبق غير قبر حقير لاصق بالحائط لا كتابة عليه، ولولا اعتقاد العامة فيه وقصدهم إياه بالزيارة لدرس وجهل مكانه، وزقاعة بضم الزاي وفتح القاف المشددة، وبعدها ألف وعين مهملة مفتوحة وتاء.
  4. قوله «وقرئت آثار» هي القراءة المشهورة التي كتب عليها العلامة الآلوسي في تفسيره، ثم قال: وقرأ الحرميان وأبو عمر وأبو بكر (أثر) بالإفراد وفتح الهمزة والثاء وقرأ سلام (إثر) بكسر الهمزة وإسكان الثاء، وقال الكشاف: وقرئ أثر وآثار على الوحدة والجمع.