صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/111

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ١١١ -

ونقل سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان (ج ٨ ص ٤٧١) خبر مصير هذه النعل إلى الأشرفية عن الملك الأشرف نفسه فقال في ترجمته الواردة في وفيات سنة ٦٣٥ ما نصه: «وكنت عنده بخلاط، فقدم علينا النظام ابن أبي الحديد ومعه نعل النبي صلى الله عليه وسلم، فعرّفته بقدومه فقال يحضر، فلما دخل عليه ومعه النعل قام قائماً ونزل من الإيوان وأخذ النعل فقبلها ووضعها عَلَى عينيه وبكى، وخلع على النظام وأعطاه نفقة وأجرى عليه جراية، وقال: تكون في الصحبة نتبرك بك. وانفصلت عن خلاط، وأقام عنده، فبلغني أنه قال: هذا النظام يطوف البلاد وما يقيم عندنا، وأنا أوثر أن يكون عندي قطعة منها، ثم بات يفكر ورجع عن ذلك الخاطر، ولما أخذ دمشق حكى لي قال: عزمت عَلَى أخذ قطعة منها، فقلت: ربما يجيء بعدي من يفعل مثل فعلي فيتسلسل الحال ويؤدي إلى استئصالها بالمرة، فتركتها وقلت: مَن ترك شيئاً لله عوضه الله أمثاله، ثم أقام عندي النظام شهوراً، واتفق أنه مات وأوصى لي بالنعل فأخذت النعل بأسرها، ولما فتح دمشق اشترى دار قيماز النجمي وجعلها دار حديث وترك النعل فيها، ونقل إليها الكتب الثمينة، وأوقف عليها الأوقاف الكثيرة» ا.هـ. وذكر المقري في فتح المتعال رجلاً اسمه أحمد من بني أبي الحديد الذين كانوا يتوارثون هذه النعل رأى اسمه في استجازة من الشيخ المحدث أبي عبد الله البرزالي تاريخها سنة ٦٠٩ منعوتًا بصاحب نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم1، ثم نقل عن تاريخ البدري في الملك


  1. الراجح أنه الملقب بالنظام نفسه فسيأتي أن اسمه أحمد وأنه ولد سنة ٥٦٠ وتوفي سنة ٦٢٥.