صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/110

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ١١٠ -

عند فاطمة بنت عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ولم يفصح عما صار إليه أمر هاتين النعلين بعد ذلك.

نعل كانت بالأشرفية بدمشق: ذكروا أنها كانت عند بني أبي الحديد يتوارثونها، ثم صارت للملك الأشرف موسى بن العادل الأيوبي، فجعلها في دار الحديث الأشرفية التي أنشأها بدمشق1، وقد أشار إليها ابن كثير في البداية والنهاية ص ٦ في كلامه على النعل النبوية بقوله: «واشتهر في حدود ستمائة وما بعدها عند رجل من التجار يقال له: ابن أبي الحديد نعل مفردة، ذكر أنها نعل النبي صلى الله عليه وسلم، فسامها الملك الأشرف موسى ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب المذكور، فأخذها إليه وعظمها، ثم لما بنى دار الحديث الأشرفية إلى جانب القلعة، جعلها في خزانة منها، وجعل لها خادماً، وقررّ له من المعلوم كل شهر أربعين درهماً، وهي موجودة إلى الآن في الدار الأشرفية».


  1. في كتاب منادمة الأطلال ومسامرة الخيال في مدارس دمشق ومساجدها لعصرينا العلامة عبد القادر بن أحمد مصطفى الشهير بابن بدران المتوفى بدمشق في ربيع الثاني سنة ١٣٤٦ أن المدرسة الأشرفية المذكورة باقية إلى اليوم في أوائل سوق العصرونية من الجانب الغربي، وقد وصف حالتها التي هي عليها الآن وما جدد بها وذكر أنه كان يسكن بها في غرفة علوية أثناء طلبه للعلم وألف بها بعض كتبه، وفي وفيات الأعيان لابن خلكان أن الملك الأشرف المذكور ولد سنة ٥٧٨ وأول شيء ملكه أمرها سيره إليها والده ثم ملك حران وغيرها، ولما توفي أخوه المعظم وقام بعده ولده الناصر داوود ملك الأشرف منه دمشق وجعلها مقر ملكه وبنى بها دار الحديث وتوفي بها سنة ٦٣٥ وكان ملكاً حليماً كريم الأخلاق محباً لأهل الخير والصلاح ميموناً مؤيداً في الحروب.