صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/60

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الاسلام من الطهارة وفرائض الوضوء والصلاة وحفظتنی القرآن فلما أتمت ذلك قالت لی يا ولدی أكتم هذا الامر عن أبيك ولا تعلمه به لئلا يقتلك فكتمته عنه ولم أزل على هذا الحال مدة أيام قلائل وقد ماتت العجوز وزاد أهل المدينة فی كفرهم وعتوهم وضلالهم فبينما هم على ما هم فيه اذ سمعوا مناديا ينادی باعلى صوته مثل الرعد القاصف سمعه القريب والبعيد يقول يا أهل هذه المدينة ارجعوا عن عبادة النار واعبدوا الملك الجبار فحصل عند أهل المدينة فزع واجتمعوا عند أبی وهو ملك المدينة وقالوا له ما هذا الصوت المزعج الذی سمعناه فاندهشنا من شدة هوله فقال لهم لايهولنكم الصوت ولا يفزعنكم ولا یردکم عن دينكم فمالت قلوبهم الى قول أبی ولم يزالوا مكبين على عبادة النار واستمروا على طغيانهم مدة سنة حتى جاء ميعاد ما سمعوا الصوت الاول فظهر لهم ثانيا فسمعوا ثلاث مرات على ثلاث سنين فی كل سنة مرة فلم يزالوا عاكفين على ما هم عليه حتى نزل عليهم المقت والسخط من السماء بعد طلوع الفجر فمسخوا حجارة سودا وكذلك دوابهم وأنعامهم ولم يسلم من أهل هذه المدينة غيری ومن يوم جرت هذه الحادثة وأنا على هذه الحالة فی صلاة وصيام وتلاوة قرآن وقد يئست من الوحدة وما عندی من يؤنسنی فعند ذلك قلت له أيها الشاب هل لك ان تروح معی الى مدينة بغداد وتنظر الى العلماء والى الفقهاء فتزداد علما وفقها وأكون أنا جاريتك مع انی سيدة قومی وحاكمة على رجال وخدم وغلمان وعندی مركب مشحون بالمتجر وقد رمتنا المقادير على هذه المدينة حتى كان ذلك سببا في اطلاعنا على هذه الامور وكان النصيب فی اجتماعنا ولم أزل أرغبه فی التوجه حتى أجابنی اليه وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح (وفی لیلة ۱۸) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان الصبية ما زالت تحسن للشاب التوجه معها حتى غلب عليها النوم فنامت تلك الليلة تحت رجليه وهی لا تصدق بما هی فيه من الفرح ثم قالت فلما أصبح الصباح قمنا ودخلنا الى الخزائن وأخذنا ما خف حمله وغلا ثمنه ونزلنا من القلعة الى المدينة فقابلنا العبيد والريس وهم يفتشون علی فلما رأونی فرحوا بی وسألونی عن سبب غيابی فاخبرتهم بما رأيت وحكيت لهم قصة الشاب وسبب مسخ أهل هذه المدينة وما جرى لهم فتعجبوا من ذلك فلما وآنی اختاي ومعی ذلك الشاب حسدتاني عليه وصارتا في غيظ واضمرتا المكر لی ثم نزلنا المركب وأنا بغاية الفرح وأكثر فرحی بصحبة هذا الشاب واقمنا ننتظر الريح حتى طاب لنا الريح فنشرنا القلوع وسافرنا فقعد اختای عندنا وصارتا یتحدثان فقالتا لی يا أختناما تصنعين بهذا الشاب الحسن فقلت لهما قصدی ان أتخذه بعلا ثم التفت اليه وأقبلت عليه وقلت يا سيدی انا اقصد ان أقول لك شيئا فلا تخالفنی فيه فقال سمعا وطاعة ثم التفت الى أختای وقلت لهما يكفينی هذا الشاب وجميع هذه الاموال لكما فقالتا نعم ما فعلت ولكنهما اضمرتا لی الشرولم نزل سائرين مع اعتدال الريح حتى خرجنا من بحر الخوف ودخلنا بحر الامان وسافرنا أياما قلائل الى أن قربنا من مدينة البصرة ولاحت لنا ابنيتها فادركنا المساء فلما أخذنا النوم قامت اختای وحملتانی أنا والغلام بفرشنا ورمتانا فی البحر فاما الشاب فانه كان لا يحسن العوم فغرق وكتبه الله من الشهداء وأما أنا فكنت من السالمين فلما سقطت فی