منقورة فی الجبل فسميت الله تعالى وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح (وفی لیلة ۱٦) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان الصعلوك الثالث قال للصبية والجماعة مكتفون والعبيد واقفين بالسيوف على رئوسهم ثم انی سميت الله ودعوته وابتهلت اليه وحاولت الطلوع على الجبل وصرت اتمسك بالنقر التی فيه حتى أسكن الله الريح فی تلك الساعة وأعاننی على الطلوع فطلعت سالما على الجبل وفرحت بسلامتی غاية الفرح ولم يكن لی دأب الا القبة فدخلتها وصليت فيها ركعتين شكرا لله على سلامتی ثم انی نمت تحت القبة فسمعت قائلا يقول يا ابن خصيب اذا انتهيت من منامك فاحفر تحت رجليك قدقوسا من نحاس وثلاث نشابات من رصاص منقوشا عليها طلاسم فخذ القوس والنشابات وارم للفارس الذی على القبة وارح الناس من هذا البلاء العظيم فاذا رميت الفارس يقع في البحر ويقع القوس من يدك فخذ القوس وادفنه فی موضعه فاذا فعلت ذلك يطفوا البحر ويعلو حتى يساوی الجبل ويطلع عليه زورق فيه شخص غير الذی رميته فيجیء اليه وفی يده مجذاف فاركب معه ولا تسم الله تعالى فانه يحملك ويسافر بك مدة عشرة أيام الى ان يوصلك الى بحر السلامة فاذا وصلت هناك تجد من یوصلك الی بلدك وهذا غنما يتم لك اذا لم تسم الله ثم استيقظت من نومی وقمت بنشاط وقصدت الماء كما قال الهاتف وضربت الفارس فرميته فوقع فی البحر ووقع القوس من يدی فاخذت القوس ودفنته فهاج البحر وعلا حتى ساوى الجبل الذی أنا عليه فلم البث غير ساعة حتى رأيت زورقا فی وسط البحر يقصدنی فحمدت الله تعالى فلما وصل الی الزورق وجدت فيه شخصا من النحاس فی صدره لوح من الرصاص منقوش باسماء وطلاسم فنزلت فی الزورق وانا ساكت لا أتكلم فحملنی الشخص أول يوم والثانی والثالث الى تمام عشرة أيام حتى رایت جزائر السلامة ففرحت فرحا عظيما ومن شدة فرحی ذكرت الله وسميت وهللت وكبرت فلما فعلت ذلك قذفنی من الزورق فی البحر ثم رجع فی البحر وكنت أعرف العوم فعمت ذلك اليوم إلى الليل حتى كلت سواعدی وتعبت أكتافی وصرت فی الهلكات ثم تشهدت وايقنت بالموت وهاج البحر من كثرة الرياح فجاءت موجة كالقلعة العظيمة فحملتنی وقذفتنی قذفة صرت بها فوق البر لما يريد الله فطلعت البر وعصرت ثيابی ونشفتها على الأرض وبت فلما أصبحت لبست ثيابی وقمت أنظر أين أمشی فوجدت غوطة فجئتها ودرت حولها فوجدت الموضع الذي فيه جزيرة صغيرة والبحر محيط بها فقلت فی نفسی كلما أخلص من بلية اقع فی أعظم منها فبينما انا متفكر فی أمری اتمنى الموت اذ نظرت مركبا فيها ناس فقمت وطلعت على شجرة واذا بالمركب التصقت بالبر وطلع منها عشرة عبيد معهم مساحی فمشوا حتى وصلوا الى وسط الجزيرة وحفروا فی الارض وكشفوا عن طابق فرفعوا الطابق وفتحوا بابه ثم الى المركب ونقلوا منها خبزا ودقيقا وسمنا وعسلاا واغناما وجميع ما يحتاج اليه الساكن وصار العبيد مترددين بين المركب وباب الطابق وهم يحولون من المركب وينزلون فی الطابق الى أن نقلوا جميع ما فی المركب ثم بعد ذلك طلع العبيد ومعهم ثياب أحسن ما يكون وفی وسطهم شيخ كبير هرم قد عمر زمنا طويلا واضعفه الدهر حتى صار فانيا ويد ذلك الشيخ فی يد
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/56
المظهر