صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/57

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

صبی قد افرغ فی قالب الجمال والبس حلة الكمال حتى انه يضرب بحسنه الامثال وهو كالقضيب الرطب يسحر كل قلب بجماله ويسلب كل لب بكماله فلم يزالوا يا سيدتي سائرين حتى أتوا الى الطابق ونزلوا فيه وغابوا عن عينی فلما توجهوا قمت ونزلت من فوق الشجرة ومشيت الى موضع الردم ونبشت التراب ونقلته وصبرت نفسی حتى ازلت جميع التراب فانكشف الطابق فاذا هو خشب مقدار حجر الطاحون فرفعته فبان من تحته سلم معقود من حجر فتعجبت من ذلك ونزلت فی السلم حتى انتهيت الى آخره فوجدت شيئا نظيفا ووجدت بستانا وثانيا الى تمام تسعة وثلاثين وكل بستان أرى فيه ما يكل عنه الواصفون من أشجار وأنهار واثمار وذخائر ورأيت بابا فقلت فی نفسی ما الذی فی هذا المكان فلابد أن أفتحه وانظر ما فيه ثم فتحته فوجدت فيه فرسا مسرجا ملجما مربوطا ففككته وركبته فطار بی الى ان حطنی على سطح وانزلنی وضربنی بذيله فاتلف عينی وفرمنی فنزلت من فوق السطح فوجدت عشرة شبان عور فلما رأونی قالوا لا مرحبا بك فقلت لهم أتقبلونی اجلس عندكم فقالوا والله لا تجلس عندنا فخرجت من عندهم حزين القلب باكی العين وكتب الله لی السلامة حتى وصلت الى بغداد فحلقت ذقنی وصرت صعلوكا فوجدت هذين الاثنين الاعورين فسلمت عليهما وقلت لهما أنا غريب فقالا ونحن غريبان فهذا سبب تلف عينی وحلق ذقنی فقالت له امسح على راسك وروح فقال لا أروح حتى أسمع قصة هؤلاء ثم ان الصبية التفتت الى الخليفة وجعفر ومسرو وقالت لهم اخبرونی بخبركم فتقدم جعفر وحكى لها الحكاية التی قالها للبوابة عند دخولهم فلما سمعت كلامه قالت وهبت بعضكم لبعض فخرجوا الى ان صاروا فی الزقاق فقال الخليفة للصعاليك يا جماعة الى اين تذهبون فقالوا ما ندري أين نذهب فقال لهم الخليفة سيروا وبيتوا عندنا وقال لجعفر خذهموأحضرهم لی غدا حتى ننظر ما يكون فامتثل جعفر ما أمره به الخليفة ثم ان الخليفة طلع الى قصره ولم يجئه نوم فی تلك الليلة فلما أصبح جلس على كرسی المملكة ودخلت عليه أرباب الدولة فالتفت الى جعفر بعد ان طلعت أرباب الدولة وقال ائتنی بالثلاث صبايا والكلبتين والصعاليك فنهض جعفر وأحضرهم بين يديه فلدخل الصبايا تحت اللستاروالتفت لهن جعفر وقال لهن قد عفونا عنكن لما اسلفتن من الاحسان الينا ولم تعرفنا فها أنا أعرفكن وأنتن بين يدی الخامس من بنی العباس هرون الرشيد فلا تخبرنه الا حقا فلما سمع الصبايا كلام جعفر عن لسان أمير المؤمنين تقدمت الكبيرة وقالت يا أميرالمؤمنين ان لی حديثا لو كتب بالابرعلى آماق البصر لكان عبرة لمن اعتبر وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح (وفی ليلة ۱٧) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان كبيرة الصبايا لما تقدمت بين يدی امير المؤمنين قالت ان لی حديثا عجيبا وهو ان هاتين الصبيتين أختای من أبی من غير أمی فمات والدنا وخلف خمسة آلاف دينار وكنت أنا أصغرهن سنا فتجهزأختاي وتزوجت كل واحدة برجل ومكثنا مدة ثم ان كل واحد من أزواجهما هيأ متجرا واخذ من زوجته الف دينار وسافروا مع بعضهم وتركوني فغابوا أربع سنين وضيع زوجاهما المال وخسرا وتركاهما فی بلاد الناس فجاءآنی فی هيئة الشحاتين فلما رأتهما