وأمرها وارسل اليها السلام مع الحاجب زوجها فبعثت له أيضا معه السلام ودعت له وسألت عن ابنتها قضى فاخبرها انها بعافية وانها فی غاية ما يكون من الصحة والسلامة فحمدت الله تعالى وشكرته ورجع شركان الى اخيه يشاوره فی أمر الرحيل فقال له يا أخي لما تتكامل العساكر وتأتی العربان من كل مكان ثم أمر بتجهيز الميرة واحضار الذخيرة ودخل ضوء المكان الى زوجته وكان مضى لها خمسة أشهر وجعل أرباب الاقلام وأهل الحساب تحت طاعتها ورتب لها الجرايات والجوامك وسافر فی ثالث شهر من حين نزول عسكر الشام بعد ان قدمت العربان وجميع العساكر من كل مكان وسارت الجيوش والعساكر وتتتابعت الجحافل وكان اسم رئيس عسكر الديلم رستم واسم رئيس عسكر الترك بهرمان وسار ضوء المكان فی وسط الجيوش وعن يمينه أخوه شركان وعن يساره الحاجب صهره ولم يزالوا سائرين مدة شهر وكل جمعة ينزلون فی مكان يستريحون فيه ثلاثة أيام لأن الخلق كثيرة ولم يزالوا سائرين على هذه الحالة حتى وصلوا الى بلاد الروم فنفرت أهل القرى والضياع والصعاليك وفروا الى القسطنطينية فلما سمع أفريدون ملكهم بخبرهم قام وتوجه الى ذات الدواهی فانها هی التی دبرت الحيل وسافرت الى بغداد حتى قتلت الملك عمر النعمان ثم أخذت جواريها الملكة صفية ورجعت بالجميع الى بلادها فلما رجعت الى ولدها ملك الروم وأمنت على نفسها قالت لابنها قر عينا فقد أخذت لك بثار ابنتك ابريزة وقتلت الملك عمرالنعمان وجئت بصفية فقم الآن وارحل الى ملك القسطنطينية واظن ان المسلمين لا يثبتون على قتالنا فقال امهلی ان يقربوا من بلادنا حتى نجهز احوالنا ثم اخذوا فی جمع رجالهم وتجهز احوالهم فلما جاءهم الخبر كانوا قد جهزوا حالهم وجمعوا الجيوش وسارت فی أوائلهم ذات الدواهی فلما وصلوا الى القسطنطينية سمع الملك الاكبر ملكها افريدون بقدوم حردوب ملك الروم فخرج لملاقاته فلما اجتمع افريدون بملك الروم سأله عن حاله وعن سبب قدومه فاخبره بما عملته امه ذات الدواهی من الحيل وانها قتلت ملك المسلمين وأخذت من عنده الملكة صفية وقالوا ان المسلمين جمعوا عساكرهم وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی ليلة 106) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان افريدون قال لملك الروم ان المسلمين جمعوا عساكرهم وجاوا ونريد أن نكون جميعا يدا واحدة ونلقاهم ففرح الملك فريدون بقدوم ابنته وقتل عمر النعمان وارسل الى سائر الاقاليم یطلب منهم النجدة ويذكر لهم سبب قتل الملك عمر النعمان فهرعت اليه جيوش النصارى فما مر ثلاثة شهور حتى تكاملت جيوش الروم ثم أقبلت الافرنج من سائر اطرافها كالفرنسيس والنیمسا ودوبره وجورنه وبندق وجنوير وسائر عساكر بنی الاصفر فلما تكاملت العساكر وصاقت بهم الأرض من كثرتهم أمرهم الملك الاكبر افريدون ان يرحلوا من القسطنطينية فرحلوا واستمر تتابع عساكرهم فی الرحيل عشرة أيام وساروا حتى نزلوا بواد واسع الاطراف وكان ذلك الوادی قريبا من البحر المالح فاقاموا ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع أرادوا أن يرحلوا فاتتهم الاخبار بقدوم عساكر الاسلام وحماة ملة خير الانام عليه أفضل الصلاة والسلام فاقاموا فيه