صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/235

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ثلاثة أيام اخري وفي اليوم الرابع راوا غبار طار حتى سد الاقطار فلم تمض ساعة من النهار حتى انجلى ذلك الغبار وتمزق الى الجو وطارت ومحت ظلمته كواكب الاسنة والرماح وبريق بيض الصفاح وبان من تحته رايات اسلامية واعلام محمدية واقبلت الفرسان كاندفاع البحار فی دروع تحسبها سحبا مزررة على أقمار فعند ذلك تقابل الجيشان والتطم البحران ووقعت العين في العين فاول من برز للقتال الوزير دندان هو وعساكر الشام وكانوا ثلاثين الف عنان وكان مع الوزير مقدم الترك ومقدم الديلم رستم وبهرام فی عشرين الف فارس وطلع من ورائهم رجال من صوب البحر المالح وهم لابسون زرود الحديد وقد صاروا فيه كالبدور السافرة فی الليالی العاكرة وصارت عساكر النصارى ينادون عيسي ومريم والصليب المسخم ثم انطبقوا على الوزير دندان ومن معه من عساكر الشام وكان هذا كله تدبير العجوز ذات الدواهی لأن الملك أقبل عليها قبل خروجه وقال لها كيف العمل والتدبير وانت السبب فی هذا الامر العسير فقالت اعلم ايها الملك الكبير والكاهن الخطير انی أشير عليك بامر يعجز عن تدبيره ابليس ولو استعان عليه بحزبه المتاعيس وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی ليلة 107) قالت بلغنی ايها الملك ان هذا كله كان تدبير العجوز لأن الملك كان أقبل عليها قبل خروجها وقال لها كيف العمل والتدبير وأنت السبب فی هذا الامر العسير فقالت اعلم ايها الملك الكبيروالكاهن الخطير انی أشير عليك بامر يعجز عن تدبيره ابليس وهو ان ترسل خمسين الفا من الرجال ينزلون فی المراكب ويتوجهون فی البحر الى ان يصلوا الى جبل الدخان فيقيمون هناك ولا يرحلون من ذلك المكان حتى تأتيكم أعلام الاسلام فدونكم واياهم ثم تخرج اليهم العساكر من البحر ويكونون خلفهم ونحن نقابلهم من البر فلا ينجوا منهم أحد وقد زال عنا العناء ودام لنا الهناء فاستصوب الملك أفريدون كلام العجوز وقال نعم الرأی رأيك يا سيدة العجائز الماكرة ومرجع الكهان فی الفتن الثائرة وحين هجم عليهم عسكر الاسلام فی ذلك الوادی لم يشعر الا والنار تلتهب فی الخيام والسيوف تعمل فی الاجسام ثم أقبلت جيوش بغداد وخراسان وهم فی مائة وعشرين الف فارس وفی أوائلهم ضوء المكان فلما رآهم عسكر الكفار الذين كانوا فی البحر طلعوا اليهم من البحر وتبعوا أثرهم فلما رآهم صوء المكان قال ارجعوا الى الكفار يا حرب النبی المختار وقاتلوا أهل الكفار والعدوان فی طاعة الرحیم الرحمن واقبل شركان بطائفة أخرى من عساكر المسلمين نحو مائة الف وعشرين الفا وكانت عساكر الكفار نحو الف الف وستمائة الف فلما اختلط المسلمون بعضهم ببعض قويت قلوبهم ونادوا قائلين ان الله وعدنا بالنصر وأوعد الكفار بالخذلان ثم تصادموا بالسيف والسنان واخترق شركان الصفوف وهاج فی الالوف وقاتل قتالا تشيب منه الاطفال ولم يزل يجول فی الكفار ويعمل فيهم بالصارم البتار وينادی الله اكبر حتى رد القوم الى ساحل البحر وكلت منهم الاجسام ونصر دين الاسلام والناس يقاتلون وهم سكارى بغير مدام وقد قتل من القوم فی ذلك الوقت خمسة وأربعون الفا وقتل من المسلمون ثلاثة آلاف وخمسمائة ثم ان أسد