صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/233

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العساكر ولم يبق منها شيئا أبدا فقبل الامراء الارض بين يديه ودعوا له بطول البقاء وقالوا ما رأينا ملكا يعطی مثل هذه العطايا ثم انهم مضوا الى خيامهم فلما أصبحوا أمرهم بالسفر فسافروا ثلاثة أيام وفی اليوم الرابع اشرفوا على بغداد فدخلوا المدينة فوجدوها قد تزينت وطلع السلطان ضوء المكان قصر أبيه وجلس على السرير ووقف أمراء العسكر والوزير دندان وحاجب دمشق بين يديه فعند ذلك امر كاتب السر ان يكتب كتابا الى اخيه شركان ويذكر فيه ما جرى من الاول الى الآخر ويذكر فی آخره وساعة وقوفك على هذا المكتوب تجهز امرك وتحضر بعسكرك حتى نتوجه الى غزو الكفار ونأخذ منهم الثار ونكشف العار ثم طوى الكتاب وختمه وقال للوزير دندان ما يتوجه بهذا الكتاب الا انت ولكن ينبغی ان تتلطف به فی الكلام وتقول لهی ان اردت ملك ابيك فهو لك واخوك یکون نائبا عنك فی دمشق كما اخبرنا بذلك فنزل الوزير دندان من عنده وتجهز للسفر ثم ان ضوء المكان امر ان يجعلوا للوقاد مكانا فاخراویفرشوه بأحسن الفرش وذلك الوقاد له حديث طويل ثم ان ضوء المكان خرج يوما الى الصيد والقنص وعاد الى بغداد فقدم له بعض الامراء من الخيول والجياد ومن الجواري الحسان ما يعجز عن وصفه اللسان فاعجبته جارية منهن فاستخلى بها ودخل عليها فی تلك الليلة فعلقت منه من ساعتها وبعد مدة رجع الوزير دندان من سفره واخبره بخبر أخيه شركان وانه قادم عليه وقال له ينبغی ان تخرج وتلاقيه فقال له ضوء المكان سمعا وطاعة فخرج اليه مع خواص دولته من بغداد مسيرة يوم ثم نصب خيامه هناك لانتظار اخيه وعند الصباح اقبل الملك شركان فی عساكر الشام ما بين فارس مقدام واسد درغام وبطل مصدام فلما اشرفت الكتائب وقدمت النجائب واقبلت العصائب وخفقت اعلام المراكب توجه ضوء المكان هو ومن معه لملاقاتهم فلما عاين ضوء المكان اراد أن يترجل اليه فاقسم عليه شركان ان لا يفعل ذلك وترجل شركان ومشى خطوات فلما صار بين يدی صوء المكان رمى ضوء المكان نفسه عليه فاحتضنه شركان الى صدره وبكيا بكاء شديدا وعزى بعضهما بعضا ثم ركب الاثنان وسارا وسار العسكر معهما الى أن اشرفوا على بغداد ونزلوا ثم طلع ضوء المكان هو واخوه شركان الى قصر الملك وباتا تلك الليلة وعند الصباح خرج ضوء المكان وامر ان يجمعوا العساكر من كل جانب وينادون بالغزو والجهاد ثم اقاموا ينتظرون مجیء الجيوش من سائر البلدان وكل من حضر يكرمونه ويعدونه بالجميل الى ان مضى على ذلك الحال مدة شهر كامل والقوم يأتون افواجا متتابعة ثم قال شركان لاخيه يا أخی اعلمنی بقضيتك فاعلمه بجميع ما وقع له من الاول الا الآخر وبما صنعه معه الوقاد من المعروف فقال له شرکان اما كافأته على معروفه فقال یا أخی ما کافأته الی الآن ولكن أكافئه ان شاء الله تعالى لما ارجع من الغزوة وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی ليلة 106) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان شركان قال لاخيه ضوء المكان اما كافأت الوقاد على معروفه فقال له يا أخی ما كافاته الى الآن ولكن ان شاء الله تعالى لما أرجع من الغزوة واتفرغ له فعند ذلك عرف شركان ان اخته نزهة الزمان صادقة فی جميع ما أخبرته به ثم کتم امره