الحرمات وملك هوی فاما ملك الدين فانه يلزم رعيته باتباع دينهم وينبغي ان يكون أدينهم لانه هو الذی يقتدی به في امور الدين ويلزم الناس طاعته فيما أمربه موافقاً للاحكام الشرعية ولكنه ينزل السخط منزلة الراضی بسبب التسليم الي الاقدار وأما ملك المحافظة علي الحرمات فانه يقوم بامور الدين والدنيا ويلزم الناس باتباع الشرع والمحافظة علي المروءة ويكون جامعا بين العلم والسيف فمن زاغ عما سطرالقلم زلت به القدم فيقوم اعوجاجه بحد الحسام وينشر العدل فی جميع الانام وأما ملك الهوى فلا دين له الا اتباع هواه ولم يخش سطوة مولاه الذي ولاه فمآل ملكه الي لدمار ونهاية عتوه الي دار البواروقالت الحكماء الملك يحتاج الي كثير من الناس وهم محتاجون الي واحد ولأجل ذلك وجب ان يكون عارفا باختلافهم ليرد اختلافهم الى أوقاتهم ويعمهم بعدله ویغمرهم بفضله واعلم أيها الملك ان ازدشير وهو الثالث من ملوك الفرس قد ملك الاقاليم جميعا وقسمها على أربعة أقسام وجعل له من أجل ذلك أربع خواتم لكل قسم خاتم الأول خاتم البحر والشرطة والمحامات وكتب عليه بالنيابات الثانی خاتم الخراج وجباية الاموال وكتب عليه العمارة الثالث خاتم القلوب وكتب عليه الرخاء الرابع خاتم المظالم وكتب عليه العدل واستمرت هذه الرسوم فی الفرس الي أن ظهر الاسلام وكتب كسرى لابنه وهو فی جيشه لا توسعن على جيشك فيستغنوا عنك وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی ليلة 78) قالت بلغني أيها الملك السعيد انها قالت ان كسرى كتب لابنه وهو فی جيشه لا توسعن علي جيشك فيستغنوا عنك ولا تضيق عليهم فيضجروا منك واعطهم عطاء مقتصد وامنحهم منحا جميلا ووسع عليهم في الرخاء ولا تضيق عليهم فی الشدة وروي ان اعرابيا جاء الى المنصوروقال له أرجع كلبك يتبعك فغضب المنصور من الاعرابی لما سمع منه هذا الكلام فقال له أبو العباس الطوسی أخشى ان يلوح له غيرك برغيف فيتبعه ويتركك فسكن غيظ المنصور وعلم انها كلمة لا تخطيء وأمر للاعرابی بعطية واعلم ايها الملك أنه كتب عبد الملك ابن مروان لأخيه عبد العزيز بن مروان حين وجهه الى مصرتفقد كتابك وحجابك فان الثابت يخبرك عنه كتابك والترسيم تعرفك به حجابك والخارج من عندك يعرفك بجيشك وكان عمر بن الخطاب اذا استخدم خادما شرط عليه أربعة شروط ان لا يركب البرازين وان لا يلبس الثياب النفيسه وان لا يأكل من القیء وان لا يؤخر الصلاة عن وقتها وقيل لا مال أجود من العقل ولا عقل كالتدبير والحزم ولا حزم كالتقوى ولا قربة كحسن الخلق ولا ميزان كالادب ولا فائدة كالتوفيق ولا تجارة كالعمل الصالح ولا ربح كثواب الله ولا ورع كالوقوف عند حدود السنة ولا علم كالتفكر ولا عبادة كالفرائض ولا ايمان كالحياة ولا حسب كالتواضع ولا شرف كالعلم فاحفظ الرأس وماحوى والبطن وما وعى واذكر الموت والبلا وقال البلا وقال علی رضی الله عنه اتقوا أشرار الناس وكونوا منهن على حذر ولا تشاورهن فی أمر ولا تضيقوا عليهن فی معروف حتى لا يطمعن فی المكر وقال من ترك الاقتصاد حار عقله وقال عمر رضی الله عنه النساء ثلاثة امرأة مسلمة نقية ودود تعين بعلها على الدهر