صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/206

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولا تعين الدهر على بعلها وأخرى تراد للولد لا تزيد على ذلك وأخرى يجعلها الله غلا فی عنق من يشاء والرجال أيضا ثلاثة رجل عاقل اذا أقبل على رأيه وآخر أعقل منه وهو من اذا نزل به أمر لا يعرف عاقبته فيأتی ذوی الرأی فينزل عن ارائهم وآخر حائر لا يعلم رشدا ولا يطيع مرشدا والعدل لا بد منه فی كل الاشياء حتى ان الجواری يحتجن الى العدل وضربوا لذلك مثلا قطاع الطریق المقيمين على ظلم الناس فانهم لولم يتناصفوا فيما بينهم ويستعملوا الواجب فيما يقسمونه لاختل نظامهم وبالجملة فسيد مكارم الأخلاق الكرام وحسن الخلق وما أحسن قول الشاعر

ببذل وحلم ساد فی قومه الفتى
وكونك اياه عليك يسير

وقال آخر

ففی الحلم اتقان وفی العفو هيبة
وفی الصدق منجاة لمن كان صادقا
ومن يلتمس حسن الثناء بماله
يكن بالندى فی حلبة المجد سابقا

ثم ان نزهة الزمان تكلمت فی سياسة الملوك حتى قال الحاضرون ما رأينا أحدا تكلم فی باب السياسة مثل هذه الجارية فلعلها تسمعنا شيئا من غير هذا الباب فسمعت نزهة الزمان ما قالوه وفهمته فقالت وأما باب الادب فانه واسع المجال لانه مجمع الكمال فقد اتفق ان بني تميم وفدوا على معاوية ومعهم الاحنف بن قيس فدخل حاجب معاوية عليه ليسأذنه لهم فی الدخول فقال يا أمير المؤمنين ان أهل العراق يريدون الدخول عليك ليتحدثوا معك فاسمع حديثهم فقال معاوية انظرمن بالباب فقال بنو تميم قال ليدخلوا فدخلوا ومعهم الاحنف بن قيس فقال له معاوية اقرب منی يا أبا بحر بحيث أسمع كلامك ثم قال يا أبا بحر كيف رأيك لی قال يا أمير المؤمنين فرق الشعر وقص الشارب وقلم الاظافر ونتف الابط وحلق العانة وأدم السواك فان فيه اثنين وسبعين فضيلة وغسل الجمعة كفارة لما بين الجمعتين وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی ليلة79) قالت بلغنی أيها الملك السعيد انها قالت ان الاحنف بن قيس قال لمعاوية لما سأله وأدم السواك فان فيه اثنين وسبعين فضيلة وغسل الجمعة كفارة لما بين الجمعتين قال له معاوية كيف رأيك لنفسك قال اوطيء قدمی على الأرض وانقلهم على تمهل واراعيها بعينی قال كيف رأيك اذا دخلت على نفرمن قومك دون الامراء قال اطرق حياء وابدأ بالسلام وادع ما لا يعنيني واقل الكلام قال كيف رأيك اذا دخلت على نظرائك قال استمع لهم اذا قالوا ولا أجول عليهم اذا جالوا قال كيف رأيك اذا دخلت على امرائك قال اسلم من غير اشارة وانتظر الاجابة فان قربونی قربت وان بعدوني بعدت قال كيف رأيك مع زوجتك قال اعفنی من هذا يا أميرالمؤمنين قال اقسمت عليك ان تخبرني قال أحسن الخلق وأظهر العشرة وأوسع النفقة فان المرأة خلقت من ضلع أعوج قال فما رأيك اذا أردت ان تجامعها قال أكلمها حتى تطيب نفسها والثمها حتى تطرب فان كان الذی تعلم طرحتها على ظهرها وان استقرت النطفة فی قرارها قلت اللهم اجعلها مباركة ولا تجعلها شقية وصورها أحسن تصوير ثم أقوم عنها الى الوضوء فافيض الماء علی یدی ثم أصبه على جسدي ثم أحمد الله على