البدوی وما تعمل قطاعة الجواری هذه القماش الله ان هذه العباءة التی هی ملفوفة فيها كثيرة عليها فقال له التاجرعن اذنك أكشف عن وجهها واقلبها كما يقلب الناس الجواری لاجل الاشتراء فقال له البدوی دونك ما تريد الله يحفظ شبابك فقلبها ظاهرا وباطنا فأن شئت فعرها من الثياب ثم انظرها وهی عريانة فقال التاجرمعاذ الله أنا ما أنظر الا وجهها ثم ان التاجر تقدم اليها وهو خجلان من حسنها وجمالها وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة 74) قالت بلغنی الملك أیها السعيد أن التاجر تقدم الى نزهة الزمان وهو خجلان من حسنها وجلس الى جانبها وقال لها يا سيدتي ما اسمك فقالت له تسألنی عن اسمی فی هذا الزمان أوعن اسمي القديم فقال لها هل لك اسم جديد واسم قديم قالت نعم اسمي القديم نزهة الزمان واسمي الجديد غصة الزمان فلما سمع التاجر منها هذا الكلام تغرغرت عيناه بالدموع وقال لها هل لك أخ ضعيف فقالت أی والله يا سيدي ولكن فرق الزمان بينی وبينه وهو مريض فی بيت المقدس فتحير عقل التاجر من عذوبة منطقها وقال فی نفسه لقد صدق البدوی فی مقالته ثم ان نزهة الزمان تذكرت أخاها ومرضه وغربته وفراقها عنه وهو ضعيف ولا تعلم ما وقع له وتذكرت ما جرى لها من هذا الامر مع البدوی ومن بعدها عن أمها وأبيها ومملكتها فجرت دموعها على خدها وأرسلت العبرات وأنشدت هذه الابيات
فلما سمع التاجر ما قالته من الشعر بكى ومد يده ليمسح دموعها عن خدها فغطت وجهها وقالت له حاشاك يا سيدي ثم أن البدوی قعد ينظر اليها وهی تغطی وجهها من التاجر حيث أراد أن يمسح دمعها عن خدها فاعتقد أنها نمنعه من لتقليب فقام اليها يجری وكان معه مقود جمل فرفعه فی يده وضربها به على أكتافها فجاءت الضربة بقوة فانكبت بوجهها على الارض فجاءت حصاة من الارض فی حاجبها فشقته فسال دمها على وجهها فصرخت صرخة عظيمة وغشی عليها وبكت وبكى التاجر معها فقال التاجر لا بد أن أشتری هذه الجارية ولو بثقلها ذهبا واريحها من هذا الظالم وصار التاجر يشتم البدوی وهی فی غشيتها فلما أفاقت مسحت الدموع والدم عن وجهها وعصبت رأسها ورفعت طرفها الى السماء وطلبت من مولاها بقلب حزين وأنشدت هذين البيتين