صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/199

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قبلتها نقدت لك ثمنا وان لم تقبلها رددتها عليك فقال له البدوی إن شئت فاطلع بها الى السلطان واشرط علی ما شئت من الشروط فانك إذا أوصلتها إلى الملك شركان بن الملك عمر النعمان صاحب بغداد وخراسان ربما تليق بعقله فيعطيك ثمنها ويكثر لك الربح فيها فقال له التاجر وانا لی عند السلطان حاجة وهو ان یکتب الی والده عمر النعمان بالوصیة علی من قبل الجاریة منی وزنت لك نها فقال له البدوی قبلت منك هذا الشرط ثم مشى الاثنان الى أن أقبلا على المكان الذی فيه نزهة الزمان ووقف البدوی على باب الحجرة وناداها يا ناحبة وكان سماها بهذا الاسم فلما سمعته بكت ولم تجبه فالتفت البدوی إلى التاجر وقال ها هی قاعدة دونك فاقبل عليها وانظرها ولاطفها مثل ما أوصيتك فتقدم التاجراليها فرآها بديعة فی الحسن والجمال لاسيما وكانت تعرف بلسان العرب فقال التاجران كانت كما وصفت لی فانی ابلغ بها عند السلطان ما اريد ثم ان التاجر قال لها السلام عليك يا بنية كيف حالك فالتفتت اليه وقالت كان ذلك فی الكتاب مسطورا ونظرت اليه فاذا هو رجل ذو وقار ووجه حسن فقالت فی نفسها اظن أن هذا جاء يشترينی ثم قالت أن امتنعت عنه صرت عند هذا الظالم فيهلكنی من الضرب فعلى كل حال هذا رجل وجهه حسن وهو ارجى للخير من هذا البدوی الجلف ولعله ما جاء الا ليسمع منطقی فانا اجاوبه جوابا حسنا كل ذلك وعينها فى الارض ثم رفعت بصرها اليه وقالت بكلام عذب وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا سيدی بهذا أمر النبی وأما سؤالك عن حالی فان شئت أن تعرفه فلا تتمنه الا لاعدائك ثم سكتت فلما سمع التاجر كلامها طار عقله فرحا بها والتفت الى البدوی وقال له كم ثمنها فانها جليلة فاغتاظ البدوی وقال له افسدت علی الجارية بهذا الكلام لای شیء تقول انها جليلة مع انها من رعاع الناس فأنا لا أبيعها لك فلما سمع التاجر كلامه عرف انه قليل العقل فقال له طب نفسا وقر عينا فأنا أشتريها على هذا العيب الذی ذكرته فقال البدوی وكم تدفع لی فيها فقال له التاجرما يسمي الولد الا أبوه فاطلب فيها مقصودك فقال له البدوی ما يتكلم إلا أنت فقال التاجر في نفسه ان هذا البدوي جلف يابس الرأس وأنا لا أعرف لها قيمة الا انها ملكت قلبی بفصاحتها وحسن منظرها وان كانت تكتب وتقرأ فهذا من تمام النعمة عليها وعلى من يشتريها لكن هذا البدوی لا يعرف لها قيمة ثم التفت إلى البدوی وقال له يا شيخ العرب ادفع لك فيها مائتی دينار سالمة ليدك غير الضمان وقانون السلطان فلما سمع ذلك البدوی اغتاظ غيظا شديدا وصرخ فی ذلك التاجر وقال له قم الى حال سبيلك لو اعطيتنی مائة دينار فی هذه القطعة العباءة التی علیها ما بعتها لك فأنا لا أبيعها بل أخليها عندي ترعى الجمال وتطحن الطحين ثم صاح عليها وقال تعالی يا منتنة انا لا أبيعك ثم التفت الى التاجر وقال له كنت أحسبك أهل معرفة وحق طرطوری إن لم تذهب عنی لاسمعتك ما لا يرضيك فقال التاجر فی نفسه ان هذا البدوی مجنون ولا يعرف قيمتها ولا أقول له شيئا في ثمنها فی هذا الوقت فانه لو كان صاحب عقل ما قال وحق طرطوری والله انها تساوی خزنة من الجواهر وأناما معي ثمنها ولكن ان طلب منی ما يريد أعطيته اياه ولو أخذ جميع مالی ثم التفت إلى البدوی وقال له يا شيخ العرب طول بالك وقل لی ما لها من القماش عندك فقال