صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/201

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
وارحمة لعزیزة.بالضیم قد صارت ذلیلة.تبکی بدمع هاطل.وتقول ما فی الوعد حیلة

فلما فرغت من شعرها التفتت الي التاجر وقالت له بصوت خفی بالله لا تدعنی عند هذا الظالم الذی لا يعرف الله تعالى فان بت هذه الليلة عنده قتلت نفسی بيدی فخلصنی منه يخلصك الله مما تخاف فی الدنيا والاخرة فقام التاجر وقال للبدوی يا شيخ العرب هذه ليست غرضك بعنی اياها بما تريد فقال البدوی خذها وادفع ثمنها والا أروح بها الي النجع وأتركها تلم وترعى الجمال فقال التاجرأعطيك خمسين الف دينار فقال البدوی يفتح الله فقال التاجرسبعين الف دينار فقال البدوی يفتح الله هذا ما هو رأس مالها لانها أكلت عندی أقراصا من الشعيرا بتسعين الف دينار فقال التاجر أنت وأهلك وقبیلتك فی طول عمرکم ما أکلتم بالف دینارشعيرا ولكن أقول لك كلمة واحدة فان لم ترض بها غمزت عليك والى دمشق فيأخذها منك قهرا فقال البدوی تكلم فقال باالف دينار فقال البدوی بعتك اياها بهذا الثمن وأقدراننی اشتريت بها ملحا فلما سمعه التاجر ضحك ومضى الى منزله وأتى بالمال واقبضه اياه فاخذه البدوی وقال فی نفسه لا بد أن أذهب الى القدس لعلی أجذ أخاها فاجیء به وأبيعه ثم ركب وسافر إلى بيت المقدس فذهب الى الخان وسأل عن أخيها فلم يجده هذا ما كان من أمره(وأما)ما كان من أمر التاجر ونزهة الزمان فانه لما أخذها القى عليها شيأ من ثيابه ومضى بها الى منزله وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح(وفی لیلة 75)قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان التاجر لما تسلم الجارية من البدوی وضع عليها شيأ من ثيابه ومضى بها الى منزله والبسها أفخر الملبوس ثم أخذها ونزل بها الى السوق وأخذ لها مصاغا ووضعه فی بقجة من الاطلس ووضعها بين يديها وقال لها هذا كله من أجلك ولا أريد منك الا اذا طلعت بك الى السلطان والی دمشق أن تعلميه بالثمن الذی اشتريتك به وان كان قليلا فی ظفرك واذا اشتراك منی فاذكری له ما فعلت معك واطلبی لی منه مرقوما سلطانيا بالوصية علی لاذهب به الى والده صاحب بغداد الملك عمر النعمان لاجل أن يمنع من يأخذ منی مسكا على القماش أو غيره من جميع ما أتجر فيه فلما سمعت كلامه بكت وانتحبت فقال لها التاجريا سيدتي انی أراك كلما ذكرت لك بغداد تدمع عيناك ألك فيها أحد تحبينه فان كان تاجرا أو غيره فاخبرينی فانی أعرف جميع ما فيها من التجار وغيرهم وان أردت رسالة أنا أوصلها اليه فقالت والله ما لی معرفة بتاجر ولا غيره وانما معرفة بالملك عمر النعمان صاحب بغداد فلما سمع التاجر كلامها ضحك وفرح فرحا شديدا وقال فی نفسه والله اني وصلت الي ما أريد ثم قال لها أنت عرضت عليه سابقا فقالت لا بل تربيت انا وبنته فكنت عزيزة عنده ولی عنده حرمة كبيرة فان كان غرضك أن الملك عمر النعمان يبلغك ما تريد فأتنی بدواة وقرطاس فانی أكتب لك كتابا فاذا دخلت مدينة بغداد فسلم الكتاب من يدك الى يد الملك عمر النعمان وقل له إن جاريتك نزهة الزمان قد طرقتها صروف الليالی والايام حتى بيعت من مكان الى مكان وهی تقرئك السلام واذا سألك عنی فاخبره أني عند نائب دمشق فتعجب التاجر من فصاحتها وازدادت عنده محبتها قال ما أظن الا أن الرجال لعبوا