وقال أيضا
فلما فرغ من شعره بكى فقال له الوقاد يا ولدی نحن ما صدقنا انك جاءتك العافية فطب نفسا ولا تبك فانی أخاف عليك من النكسة وما زال يلاطفه ويمازحه وضوء المكان يتنهد ويتحسر على غربته وعلى فراقه لأخته ومملكته ويرسل العبرات ثم أنشد هذه الابيات
ثم ان ضوء المكان جعل يبكی وينتحب على غربته وكذلك الوقاد صار يبكی على فراق زوجته ولكنه مازال يتلطف بضوء المكان الى أن اصبح الصباح فلما طلعت الشمس قال له الوقاد كانك تذكرت بلادك فقال له ضوء المكان نعم ولا استطيع ان اقيم هنا واستودعتك الله فانی مسافر مع هؤلاء القوم وامشی معهم قليلا قليلا حتى اصل بلادی فقال له الوقاد وانا معك فأنی لا اقدر ان افارقك فاني عملت معك حسنة واريد ان اتممها بخدمتی لك فقال له ضوء المكان جزاك الله عنی خيرا وفرح ضوء المكان بسفر الوقاد معه ثم ان الوقاد خرج من ساعته واشترى حمارا وهيأ زادا وقال لضوء المكان اركب هذا الحمار فی السفر فاذا تعبت من الركوب فانزل وامش فقال له ضوء المكان بارك الله فيك واعاننی على مكافأتك فانك فعلت معی من الخير ما لا يفعله احد مع اخيه ثم صبرا إلى ان جن الظلام فحملا زادهما وامتعتهما على ذلك الحمار وسافرا هذا ما كان من أمر ضوء المكان والوقاد(وأما)ما كان من أمر اخته نزهة الزمان فانها لما فارقت اخاها ضوء المكان خرجت من الخان الذی كانا فيه فی القدس بعد ان التفت بالعباءة لأجل ان تخدم أحدا وتشتری لأخيها ما اشتهاه من اللحم المشوی وصارت تبكی في الطريق وهی لا تعرف اين تتوجه وصار خاطرها مشغولا باخيها وقلبها مفتكر فی الأهل والاوطان فصارت تتضرع الى الله تعالى فی دفع هذه البليات وانشدت هذه الابيات