القدس فعند ذلك تذكر ضوء المكان عربته وفراق أخته وبكى حيث باح بسره الى الوقاد وحكى له حكايته ثم انشد هذه الابيات
ثم زاد بكائه فقال له الوقاد لا تبك واحمد الله على السلامة والعافية فقال ضوء المكان كم بينا وبين دمشق فقال ستة أيام فقال ضوء المكان هل لك ان ترسلنی اليها فقال له الوقاد يا سيدي كيف أدعك تروح وحدك وأنت شاب صغير فان شئت السفر الى دمشق فانا الذي أروح معك وان أطاعتنی زوجتی وسافرت معی أقمت هناك فانه لا يهون علی فراقك ثم قال الوقاد لزوجته هل لك أن تسافری معی الى دمشق الشام أوتكونی مقيمة هنا حتى أوصل سيدی هذا الى دمشق الشام وأعود اليك فانه يطلب السفر اليها فاني والله لا يهون علی فراقه وأخاف عليه من قطاع الطریق فقالت له زوجته أسافر معكما فقال الوقاد الحمد لله على الموافقة ثم ان الوقاد قام وباع أمتعته وأمتعة زوجته وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی ليلة72) قالت بلغني أيها الملك السعيد ان الوقاد اتفق هو وزوجته على السفر مع ضوء المكان وعلى انهما يمضيان معه الى دمشق ثم ان الوقاد باع أمتعته وأمتعة زوجته ثم اكترى حمارا وأركب ضوء المكان اياه وسافروا ولم يزالوا مسافرين ستة أيام الى ان دخلوا دمشق فنزلوا هناك في آخر النهار وذهب الوقاد واشترى شيئا من الاكل والشرب على العادة وما زالوا على ذلك الحال خمسة أيام وبعد ذلك مرضت زوجة الوقاد اياما قلائل وانتقلت الى رحمة الله تعالى فعظم ذلك على ضوء المكان لانه کان قد اعتاد عليها وكانت تخدمه وحزن عليها الوقاد حزنا شديدا فالتفت ضوء المكان الى الوقاد فوجده حزينا فقال له لا تحزن فاننا كلنا داخلون في هذا الباب فالتفت الوقاد الى ضوء المكان وقال له جزاك الله خيرا يا ولدی فالله تعالى يعوض علينا بفضله ويزيل عنا الحزن فهل لك يا ولدی ان تخرج بنا ونتفرج في دمشق لینشرح خاطرك فقال له ضوء المكان الرأی رأيك فقام الوقاد ووضع يده فی يد ضوء المكان وسارا الى ان أتيا تحت اصطبل والى دمشق فوجدا جمالا محملة صناديق وفرشا وقماشا من الديباج وغيره وجنائب مسرجة ونجاتي وعبيدا ومماليك والناس فی هرج ومرج فقال ضوء المكان يا ترى لمن تكون هؤلاء المماليك والجمال والاقمشة وسأل بعض الخدم عن ذلك فقال له المسئول هذه هدية من أمير دمشق يريد ارسالها الى الملك عمر النعمان مع خراج الشام فلما سمع ضوء المكان هذا الكلام تغرغرت عيناه بالدموع وأنشد يقول