صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/194

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

(وفی لیلة 70) قالت بلغنی ايها الملك السعيد وما زال الوقاد يتعهده ثلاثة ايام وهو يسقيه السكر وماء الخلاف وماء الورد ويتعطف عليه ويتلطف به حتى عادت الصحة فی جسمه وفتح عينه فاتفق ان الوقاد دخل عليه فرآه جالسا وعليه آثار العافية فقال له ما حالك يا ولدی فی هذا الوقت فقال ضوء المكان بخير وعافية فحمد الوقادربه وشكره ثم نهض الى السوق واشترى له عشر دجاجات واتى الى زوجته وقال لها اذبحی له فی كل يوم اثنتين واحدة في أول النهار وواحدة في آخر النهار فقامت وذیحت له دجاجة وسلقتها وأتت بها اليه واطعمته اياها وسقته مرقتها فلما فرغ من الاكل قدمت له ماء مسخنا فغسل يديه واتكأ على الوسادة وغطته بملاءة فنام الى العصر ثم قامت وسلقت دجاجة اخرى وأتته بها وفسختها وقالت له كل يا ولدی فبينما هويأكل واذا بزوجها قد دخل فوجدها تطعمه فجلس عند رأسه وقال له ما حالك يا ولدی فی هذا الوقت فقال الحمد لله علي العافية جزاك الله عنی خير ففرح الوقاد بذلك ثم انه خرج وأتى بشراب البنفسح وماء الورد وسقاه وكان ذلك الوقاد يعمل في الحمام كل يوم بخمسة دراهم فيشتری کل یوم بدرهم سکرا وماء ورد وشراب بنفسح ویشتری له بدرهم فراريج وما زال يلاطفه الى ان مضى عليه شهر من الزمان حتى زالت عنه آثار المرض وتوجهت اليه العافية ففرح الوقاد هو وزوجته بعافية ضوء المكان وقال يا ولدی هل لك ان تدخل معي الحمام قال نعم فمضى الى السوق وأتى له بمكاری وأركبه حمارا وجعل يسنده الى ان وصل الي الحمام ثم دخل معه الحمام وأجلسه في داخله ومضى الى السوق واشترى له سدرا ودقاقا وقال لضوء المكان يا سيدی بسم الله أغسل لك جسدك وأخذ الوقاد يحك لضوء المكان رجليه وسرع يغسل له جسده بالسدر والدقاق واذا ببلان قد أرسله معلم الحمام الى ضوء لمكان فوجد الوقاد يحك رجليه فتقدم اليه الیلان وقال له هذا نقص فی حق المعلم فقال الوقاد والله ان المعلم غمرنا باحسانه فشرع البلان يحلق راس ضوء المكان ثم اغتسل هو والوقاد وبعد ذلك رجع به الوقاد الى منزله وألبسه قميصا رفيقا وثوبا من ثيابه وعمامة لطيفة وأعطاه حزاما وكانت زوجة الوقاد قد ذبحت دجاجتين وطبختهما فلما طلع ضوء المكان وجلس على الفراش قام الوقاد وأذاب له السكر فی ماء الورد وسقاه ثم قدم له السفرة وصار الوقاد يفسخ له من ذلك الدجاج ويطعمه ويسقيه من المسلوقة الى ان اكتفي وعسل يديه وحمد الله تعالي على العافية ثم قال للوقاد أنت الذی من الله بك وجعل سلامتی علي يديك فقال الوقاد دع عنك هذا الكلام وقل لنا ما سبب مجيئك الي هذه المدينة ومن این أنت فانی أرى على وجهك اثار النعمة فقال له ضوء المكان قل لی أنت كيف وقعت بی حتى اخبرك بحديثی فقال الوقاد أما أنا فانی وجدتك مرميا على القمامة فی المستوقد حين لاح الفجر لما توجهت الى اشغالی ولم أعرف من رماك وأدرك شهرزاد الصباح فسکتت عن الکلام المباح

(وفی ليلة 71) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان الوقاد قال لم أعرف من رماك فاخذتك عندی وهذه حكايتی فقال ضوء المكان سبحان من يحيی العظام وهی رميم انك يا أخی ما فعلت الجميل الا مع أهله وسوف تجنی ثمرة ذلك ثم قال للوقاد وانا الآن فی أی البلاد فقال له الوقاد أنت في مدینة