الملك السعيد أن التاجر أقبل على الشيوخ وشكرهم وهنؤه بالسلامة ورجع كل واحد الى بلده وما هذه باعجب من حكاية الصياد فقال لها الملك وماحكاية الصياد
قالت بلغنى أيها الملك السعيدأنه كان رجل صياد وكان طاعنا فى السن وله زوجة وثلاثة أولاد وهو فقير الحال وكان من عادته أنه يرمى شبكته كل يوم أربع مرات لاغير ثم انه خرج يوما من الأيام فى وقت الظهر الى شاطىء البحر وحط مقطفه وطرح شبكته وصبر الى ان استقرت فى الماء ثم جمع خيطانها فوجدها ثقيلة جذبها فلم يقدر على ذلك فذهب بالطرف الى البر ودق وتدا وربطها فيه ثم تعرى وغطس فى الماء حول الشبكه ومازال يعالج حتى اطلعها ولبس ثيابه وأتى الى الشبكة فوجد فيها حمارا ميتا فلما رأى ذلك حزن وقال لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ثم قال ان هذا الرزق عجيب وأنشد يقول
ثم ان الصياد لما رأى الحمار الميت خلصه من الشبكة وعصرها فلما فرغ من عصرها نشرها وبعد ذلك نزل البحر وقال بسم لله وطرحها فيه وصبر عليها حتى استقرت ثم جذبها فثقلت ورسخت اكثر من الاول فظن أنه سمك فربط الشبكة وتعري ونزل وغطس ثم عالج الى ان خلصها وأطلعها على البر فوجدها فيها زيرا كبيرا وهو ملان برمل وطين فلما رأى ذلك تأسف وأنشد قول الشاعر
ثم أنه رمى الزير وعصر شبكته ونظفها واستغفر الله وعاد الى البحر ثالث مرة ورمى الشبكة وصبر عليها حتى استقرت وجذبها فوجد فيها شقافة وقوارير فانشد قول الشاعر
ثم انه رفع رأسه الى السماء وقال اللهم انك تعلم انى لم أرم شتبكتى غير اربع مرات وقد رميت ثلاثا ثم انه سمى الله ورمى الشبكة فى البحر وصبر الى ان استقرت وجذبها فلم يطق جذبها واذا بها اشتبكت فى الأرض فقال لاحول ولاقوة الا باالله فتعرى وغطس عليها وصار يعالج فيها الى ان طلعت على البر وفتحها فوجد فيها قمقما من نحاس أصفر ملآن وفمه مختوم برصاص عليه طبع خاتم سيدنا سليمان فلما رآه الصياد فرح وقال هذا أبيعه فى سوق النحاس فانه يساوى عشرة دنانير ذهبا ثم ان حركه فوجده ثقيلا فقال لابد انى أفتحه وانظر ها فيه وادخره في الخرج ثم أبيعه في سوق النحاس ثم انه أخرج سكينا وعالج فى الرصاص الى ان فسكة من القمقم وحطه على الارض وهزه لينكت مافيه فلم ينزل منه شىء ولكن خرج من ذلك القمقم دخان صعدالى عنان السماء ومشى على وجه الأرض فتعجب غاية العجب وبعد ذلك تكامل الدخان واجتمع ثم انتفض فصار عفريتا رأسه فى السحاب