صفحة:أعلام المهندسين في الإسلام (الطبعة الأولى).pdf/7

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٥ -

الذين أسندت إليهم كثير من الخطط الهندسية والأعمال الفنية في العصور الخالية، وما بذله كل منهم من جهود خلدت اسمه وذكره.

وليس هنا مجال الإفاضة في التحدث عن أولئك العلماء، ففي هذا الكتاب تفصيل وافٍ، وسجل حافل لكل منهم، ولكننا نذكر هنا من بينهم - على سبيل المثال لا الحصر - أحد الأربعة الذين هندسوا بغداد حين شرع في تخطيطها وبنائها…

ومنهم كذلك من اختصه أحمد بن طولون ببناء منشآته الكثيرة المتعددة التي تنم عن علم وكفاية مقدرة ودراية. ومنهم من له مؤلفات شرح فيها العلوم الهندسية شرحاً دقيقاً. ومنهم من كان متقدماً ذا دراية في العدد والهندسة والنجوم وفي تفسير كتاب «أقليدس» المعروف. ومنهم من كان السابق إلى التفكير في بناء الخزان على النيل في عهد الحاكم بأمر الله، ليصون للبلاد ثروتها المائية التي لا تقدر. وغير هؤلاء وأولئك ممن ساهم في بناء مرصد مصر في عهد الأفضل ابن أمير الجيوش وزير مصر، أو بناء قصر الملك الظاهر. وكان من عجائب الدنيا سنة ٦٦٢ هجرية.

وإلى جانب هؤلاء وأولئك باني الحرم الشريف، وباني الجامع العتيق، أسماء لمسميات هندسية كان لاستعمالها تأثير كبير في الأوساط العلمية إلى يومنا هذا، بما يقدره حق قدره أبناء الجيل الحاضر من رجال الفن أو من أهل البحث والدرس أمثال أعضاء اللغة العربية.

هذا بعض ما حوی هذا المؤلف النفيس «أعلام المهندسين في الإسلام» يرى فيه بعضهم لوناً جديداً من ألوان البحث والدرس، وتراه