صفحة:أعلام المهندسين في الإسلام (الطبعة الأولى).pdf/6

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٤ -

ونتاج بحوثهم القيمة، وأنهم الشعلة الوضاءة التي أنارت للناس سبيل الجد والعمل لتذوق مؤلفاتهم واستيعابها من غير ملل ولا كلل ولا سأم، لأنهم فصلوا بحوثهم تفصيلاً وجعلوها شاملة جامعة للثقافات التي تسيطرعلى العقول، وصوراً بارزة في الحياة الفكرية والأدبية والاجتماعية، وحسبنا ما لقيته من الذيوع والانتشار.

هذه الفصول التي نقدمها هنا باسم كتاب «أعلام المهندسين في الإسلام» نشر أكثرها لأول مرة في مجلة «الهندسة»، الشهرية الصادرة في مصر سنة ١٩٢١. وكان يتولى رئاسة تحريرها المهندس المرحوم الأستاذ محمود أحمد (باشا) مدير الآثار العربية، ولها مجلس إدارة برئاسة الأستاذ محمود سامي (باشا) ولجنة فنية تشرف على إخراجها برئاسة المهندس الكبير الأستاذ عبد العزيز أحمد (بك) وقد بدأ نشرها تباعاً في المجلة منذ العدد الثامن في سنتها الثانية، عدد أغسطس سنة ١٩٢٢ وقدم لها كاتبها العلامة المغفور له أحمد تيمور (باشا) بكلمة تاريخية أدبية، عنوانها: «المهندسون الإسلاميون» فآثرنا إثباتها مقدمة لهذا الكتاب، واقتبسنا اسمه «أعلام المهندسين في الإسلام» من العناوين التي واصل تحتها نشر تلك الفصول في الأعداد التالية من المجلة، وكان القائمون بأمرها حريصين على الاحتفال بها، يجعلون لها الصدارة والتقدم على كل ما يختارون للمجلة من مواد، إجلالاً للمكانة العلمية التي كان كاتبها يحتلها عن جدارة واستحقاق؛ وتقديراً لما تضمنته من معلومات ذات قيمة جديدة، كشفت عن تقدم العرب الحضاري وسبقهم في ميادين العلوم والفنون المختلفة ولا سيما الهندسة وكيف بلغوا فيها القمة وأنوا بالأعاجيب!

وليس هذا البحث غريباً، فهو تاريخ شامل لبعض أعلام المهندسين