صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/99

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۸۷ – وماذا اضعنا بقبولنا ما نزلت عنه انكلترا وما صرحت به من هذا الألماء وهذا الاعتراف ؟ هل بذلنا في سبيل ذلك شيئا من حقوقنا أو تخلينا عن شيء من مطالبنا ؟ هل اعطينا بريطانيا في مقابل هذا العربون الجسيم ثمنا ؟ هل سمحنا لها ان تأخذ علينا ادنى تعهد أو تقيد وكلنا يعرف الجواب على ذلك ـ كلا : و بعد فهل نسيتم أو غاب عنكم ان ما تحقرونه اليوم بل تنقمون عليه من ذلك التصريح المتضمن الغاء الحماية والاعتراف بالاستقلال قد كان يوماما اقصى ما تطمح اليه انظاركم يوم كان الوفد المصرى لا يتمنى على بريطانيا ـ عند بدء دخوله المفاوضات معها ۔ امنية اجل واعظم من مجرد اعطائها اياه وعدا بان يكون الغاء الحماية ضمن ما تعترف به لمصر اثناء المفاوضة . في ذلك اليوم ( وليس العهد ببعيد ) لم يكن الوفد المصرى ولا أي مصري كائنا من كان يحلم أن في استطاعة الافدار ان تستخلص من بريطانيا العظمى غنيمة « الغاء الحماية والاعتراف بالاستقلال » مبدئيا وقبـل التفاوض كعربون بلا ثمن وكأداة تمهيد وتوطئة للمفاوضات المقبلة . انسيتم يوم كنا نشرتب باعناقنا التي قطعها الظمأ ونتطاول با بصارنا التي ارمدها السهاد اذ نحن في مضال الحيرة وقفار اليأس