صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/98

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٨٦ - لا ننتفع بالثمرة الواقعة ثم نحذر المضرة المتوقعة ؛ وهل يجوز في عقل ان ترفض الوردة من يد مهديها مخافة ان يهديك الشوكة يوم ما ؟ او ترد الكاس الروية الى كف مديرها وساقيها خشية ان يدير عليك فيما بعد حتمالا وعلقها ؟ اليس قياسا على هذا يحق لنا ان ترفض سواكب الغيث من السماء لما يتحمل من ارسالها الصواعق علينا يوما ما ، وان نغرض ابصارنا في وجه الافق رافضين اشعة الشمس الضاحكه لما يتوقع يوماما من عبوسهلنا بظالمة الضباب والغيم ؛ فماذا تكون حال ابناء البشر اذا ساد في الأرض هذا المذهب وتغلبت هذه الشريعة ؟ وأي حياة يحيون وكيف تدار دواليب الاعمال . وكيف يتقدم ركب الانسانية في سبل الرقي الي امد الكمال ؟ هبونا لم ندرك الغاية فأى الحالتين اشرف والمجد وأى المرقفين اقوى وامنع وأى المركزين ادنى من امل واكفل بنجاح-دخولنا المفاوضات الآتية احرارا مستقلين أم دخولنا اياهـا تحت نير الحكم الاجنبي وفي قيود الحماية ؟ ـ أي الامرين افضل : ذهابنا للتفاوض مطلقين من هذه الاغلال مزودين بسلاح الاستقلال ( ولو متلو ما مفلولا ) أم ذهابنا عز لا من السلاح كشفاً من الدروع مكتوفين باصفاد الحماية ؟ ثم ماذا غرمنا بعد وماذا خسرناه