- ٨٤ - أليس الأجدر بنا والأضمن لخيرنا وفلاحنا أن ننظر الى هذا الاستقلال في أول ادواره كباكورة أعمالنا المجيدة وبادرة مجهوداتنا الشديدة . وانه مولود نهضتنا العظيمة الذي ما برح يتكون في احشائها أزمان الحمل المسيرة ـ وانه نتاج وطنيتنا المقدسة التي جعلت تتمخض عنه تمخض البحر عن دره ومرجانه والكنز عن تبره وعقيانه ، حتى اذا القى به الحظ في حجورنا ذخراً نفيسا وثمرة مباركة كان من اوجب الواجب علينا أن نبتهل الله شكراً ونرحب به ونهلل تحية لطلعته واستبشاراً بغرنه قائلين مع الشاعر يمن الله طلعة المولود وحبا أهله بطول السعود ما لنا لا نطرب ونفرح بهذا المولود الجديد . ما لنالانحمد الله عليه ونحوطه بالنفوس والنفائس. ثم نعمل على تربيته و انمائه . وترقيته واعلاه . حتي يبلغ أشده . ويستكمل قوته وأيده هذا الاستقلال الوليد انما هو جذوة مقدسة اقتدحتها بد الشعب بزناد الكد والجهاد . واستثارتها معاول الكفاح والجلاد من صخرة الجبروت والاستبداد . فما لنا لا نحوط هذه الجذوة المقدسة وما لنا لا نشبها ونذكيها بأنفاس هممنا الصادقة ورياح عزماتنا الثاقبة حتى يتلهب سناها ويسطع شعاعها فيخرج
