صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/82

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۷۰ –


كاللانهاية عميقة كالابدية ـ جميلة مخوفة حسناء روعاء غير مدركة ولا مفهومة . ـ فهذا الللج الزاخر الذي لم يبرح يجيش ويرغى ويزيد من وراء الافلاك ومن قبل بداية الزمن ولم يزل يموج من حولك ـ بل أنت نفسك جزء منه في هذه النقطة من الفضاء وفي هذه الدقيقة من الزمن. هذا هو ما يسميه الانسان «الكون » و « الوجود »

«وكذلك الحياة البشرية وكل ما فيها لا يزال في حركة دائمة وفي فعل وتفاعل متطوراً من حال الى حال ومن شكل الى شكل بتأثير نواميس نافذة محتومة - نحو غاية محدودة ونتيجة لازمة ونحن بني البشر ـ ألا ترى كيف نظل منغمسين مغمورين في أعماق سريرة الزمن وفي ظلمات لغزه العويص ـ ولا جرم فنحن أبناء الزمن وسلالته ـ ومن الزمن حيكت انسجتنا ودبغ اديمنا وصيغت صورنا وأشكالنا . ـ وعلينا وعلى كل ما نملك أو نصر أو نفعل قد كتب الزمن شعاره وحكمه : لا قرار في موضع ولا دوام على حال ۔ سرالى غايتك .وامض قدما الى قسمتك. »

أجل . لقد القت مصر على بريطانيا وقعياً وعملياً في الثلاثة الاعوام الأخيرة ماكان القاه عليها كلا ميأونظرياحكيمهاالاعظم توماس كارليل في الجيل السالف . لقد أعدنا عليها ذلك الدرس