صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/81

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 69 – السحابة السارية ، الى الانسان الحي ، الى أقل فعلة من أفعاله وأدنى كلة من أقواله ـ أجل ان الكلمة اذا خرجت من فم القائل مضت كالسهم النافذ لا ماحى لاثرها . وأشد منها وأقوى الفعلة الواقعة . أو لم يتغن لنا الشاعر « بندار » قديما بحكمته المأثورة مان الآلهة أنفسها لتعجز أن نمحو أثر الفعلة المفعولة» لقد صدق « بندار » فان هذه متى فعلت بقيت على الابد الآبد مفعولة أى دائمة المفعول والاثر ـ بقيت مسترسلة في فضاء الزمن اللانهائی۔ وسواء لبثت ظاهرة لنا بادية ، أو مستترة خافية . فتبقي فعالة تزكو أبداً وتنمو عنصراً جديداً لا يفنى ولا ينعدم في غضون مزيج الكائنات اللانهائي . بل ماذا تحسب هذا المزيج اللانهائي ذاته الذي نسميه « الكون » ـ أتراه سوى فعلة أو مجموعة من الافعال أو القوى ؟ أتراه سوى مجموعة حية ( يعجز الحساب عن جمعها وحصرها في جداوله وان بدتمينك مكتوبة على صفحة الزمن ) ـ مجموعة حية لهذه الثلاثة الآتية : كل ما فعل ، وكل ما يفعل وكل ما سوف يفعل . فاعلم - ۔ علمت الخير ـ ان ذلك الكون الذي تراه إنما هو فعلة هو النتيجة والمظهر لقوة مبذولة. البحر العديم السواحل الذي من ينابيعه تنفجر القوة والذي في عباب حومته بجيش وتموج القوة زخارة منسقة منتظمة فسيحة هي