العظيم بالاعمال الصارمة ذات الاثر والمفعول والنتائج الخطيرة لقد أيقظناها الى الحقيقة المرة بثلاث صدمات شديدة كبحت جماحها وكفكفت غربها وألانت عريكتها حتى هيأتها نهائيا الى التأثر بسياسة ثروت باشا في مناوراته الأخيرة والى الاقتناع بناصع حججه ودامغ براهينه والى الانقياد نوعاما في زمام مهارته السياسية وبراعته المنطقية ، أما هذه الصدمات الثلاث التي مهدت طريق النجاح لثروت باشا فهي كما يعرف الجميع (۱) قومة مصر في وجه بريطانيا في مارس ۱۹۱۹ (۲) مقاطعة لجنة ملنر (۳) قطع الوفد الرسمي الذي كان يرأسه دولة الوزير العظيم مدلى يكن باشا للمفاوضات المصرية - الانكليزية ، وما أعقب ذلك من التئام الصدع وائتلاف الشمل بين الاحزاب المصرية بعد طول تنابذ و تنازع ثم انضمام الصفوف وقيام الامة قومة سلمية باساليب الدفاع السلبية . ولا ينس أحد أن صاحب الفضل الاعظم في هذه الوثبة الثالثة والصدمة الاخيرة( أشد الثلاث وقعا وأبغلها أثراً ومفعولا ) وأعظم مسبب لها ـ بل أساسها ومصدرها هو ذلك الرجل الخطير والبطل الكبير صاحب الدولة عدلي یکن باشا
وما ذا عسانا نقول في مدح ذلك البطل المجيد عدلي يكن
