- 11- والشعور وان حجبت شعاعها حجب الفتور والتبلد منا وحجب الغفلة والغرور منهم . لقد علمنا بريطانيا هذه الحكمة البليغة وهى انه لاشيء في الحياة ميت أو هامد أو راكد . لقد ذكرناهم بما كان أوحى اليهم حكيمهم العظيم توماس كارليل في القرن السالف حيث قال في كتابه « الثورة الفرنسية » د لاشيء في الكون ميت . وما نخاله و نسميه ميتا انما هو في الحقيقة في حالة استحالة وتغير تعتمل قواه الكامنة وتفتعل على نظام معكوس . فالورقة الذابلة رهينة البلى والعفن لاتزال تكمن فيها القوة ـ والا فكيف كان يتأتى لها أن تتعفن ؟ ألا انما الكون بحذافيره ليس سوى مجموعة غير محدودة من القوى المختلطة الممتزجة - تعد بالآلاف والملايين ـ من الجاذبية الجمادية الى الفكر والشعور والارادة - حرية الذهن المطلقة تكتنفها وتحدق بها ضرورات الطبيعة المحتمة : وفى خليط هـذه القوى الهائل العظيم لاشيء يهمـد أو ينام لحظة . بل كلها لاتزال أبد الابدين يقظة فعالة . فاما ذلك الشيء الجامد الهامد المنعزل عن دوامة هذه الحركة الابدية فذلك مالن نجده ولن تراه في أي أنحاء هذا الوجود البتة ـ مها فتشت و نقبت في سلسلة الكائنات من الجبل الصوان المستمر في حركة البلى البطىء منذ بدء الخليقة . الى
