صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/79

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۶۷ – في خضم الجهاد واما تظفر بتلك الدرة اليتيمة فتردها الى موضعها من اكليل مجد البلاد وتعيدها الى نصابها من تاج حسبها المجيد . وعزها التليد . لقد علمنا بريطانيا أنه ليس للغرب أن يفخر على الشرق زاعما أنه أوفر نصيبا منه في مزايا النهوض والتقدم وأنه أذكى منه قلبا وأنبل روحا وأصفى جوهراً وأكرم عنصراً - لقد عامنا بريطانيا أنه لا شرق ثمت ولا غرب اذا هبت الأمة من سباتها تطالب بحقها المهضوم وتحاول استرداد الحرية والاستقلال - لاشرق ولا غرب اذا زخر عباب الحياة في فؤاد مثل هذه الامة وثار موجه وجاش تياره في أعماق روحها المضطربة ثم دفعتها رياح الوطنية العانية الى الموت أو الحياة . أجل . في مثل هذه الساعة الخطيرة تمحى من بين صفات الانسان الطبيعية تلك الصفة الاصطلاحية الصناعية أعنى « شرقيا » و « غربيا » وتسقط عن هيكل الانسان المقدس تلك « الماركة » المعلقة عليه تعليقا ـ غير المتأصلة في جوهر الروح النقى الاصلى المستمد هو وسائر أرواح البشر من مادة الروح الكلى وينبوعه الابدي . لقد فتحنا عين بريطانيا الى هذه الحقيقة الكبرى وهي از الامة المصرية لم تكن فيما مضى من الزمن مينة ولا جامدة ولا خامدة ولا نائمة ـ بل حيـة تذكو في ضميرها جمرة الحياة >>