صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/78

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

<-71- فلهذا الفريق المتشائم المتطير الشديد الارتياب في صحة مواعيد بريطانيا وفى حسن نيتها ألمصر على أن لايزال مدى الدهر يعتقد فيها مطل الوعود وختل العهود والسخرية من مطالبنا الوطنية . وأمانينا القومية . نقول ان بريطانيا اليوم بالنسبة لقضيتنا غيرها بالامس وانها نقف منا الساعة موقفاً لم تقفه من قبل . فلقد أيقظناها من رقادها و نبهناها الى تلك الحقيقة الكبرى وهي أن مصر أيضاً أمة كغيرها من الام الغربية وانها تعرف مثلها معاني الحرية والاستقلال وتصبو إلى أخذ مكانها بين دول العالم المجيدة وممالكه العظيمة وتتوق الى الصمود في مراقي المدنية السامية لاعتلاء ذروة العز وتستم غارب المجد والسؤدد . وانها كسائر الامم الغربية الناهضة لها قلب بجيش بأذكى جمرات الحمية . وأحمى مراجل الوطنية ، ولها جانب صعب أبي ينفر بها عن مواطن الخسف والضيم . وانف حمى يأبى لها النزول على العسف والرغم . أجل لقد فتحنا عين بريطانيا بعد طول غموض الى ان مصر كمثيلاتها من أمم الغرب لا تصبر على اغتصاب حقوقها واستلاب تراث أسلافها وانها تقدر قيمة الحرية حق قدرها وتعرف انها الجوهرة الثمينة . والدرة اليتيمة ، التي من أجلهـا تخوض غمرات الخطوب . وتغامس حومات المحن والكروب . فاما تهلك وتفنى