صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/77

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

1401 والاجتماعي عن منزلة تلك الشعوب ـ لما ادركت بريطانيا كل هـذا وجبهتها الحقيقة صلبة خشنة كالصخر الصماء ـ أرادت استرضاء الامة المصرية وحاولت بلوغ ذلك بتسوية قضيتها المرة بعد المرة بوسائل شتى ، منها « لجنة مانر » التي ذكرنا ما كان من فشلهـا بفضل اجماع المصريين على مقاطعتها بأقصى الشدة وبتنفيذهم هذه النية بحد وجد وعزيمة وصرامة كانت ولا تزال موضع اعجاب العام بأسره وكان من تلك الوسائل أيضا دعوة بريطانيا الأمة المصرية الى مفاوضتها أولا على لسان الوفد المصرى ( بصفة غير رسمية ) وثانيا على لسان الوفد الرسمي ( بصفة رسمية طبعا ) ليس غرضنا ههنا ان نأتى على تاريخ تينك المفاوضتين ولا أن ندخل في تفاصيلهما ـ بل لم تذكرها هنا بقصد تناولها بالبحث والنقد وانما الجأنا الى التنويه بهما محاولتنا اقناع الفريق المتشائم المتطير المبالغ في اساءة الظن ببريطانيا ان انكلترة اليوم - التي تدعو بنفسها مصر وتمد يدها اليها للدخول معها في المفاوضة لاسترضائها وتسوية قضيتها هي خلاف انكلترة الامس المانية المتغطرسة التي كانت لا تسمع النداء . ولا تسيخ لدعاء ه ـ ابطال