صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/76

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ٦٤ -

الوجود . ـ منذ

سله الله للخطوب من الغيوب كسل المهند المغمود

وكذلك كل رجل عظيم لا تكون فيه الوطنية مجرد عادة يعتادها أو خصلة يتحلى بها أو إداة يتذرع بها الى شئ من مقاصده وأغراضه ـ بل تكون فيه غريزة غلابة وطبيعة مسيطرة على جميع مشاعره ومداركه ونزعاته . وعواطفه وشهواته ـ تكون مزاج دمه وأساس كيانه والجوهر الذي صيغت منه نفسه والعنصر الذي صورت منه روحه

قلنا ان بريطانيا لما أفاقت من سكرتها بالنسبة للمسألة المصرية ولما قشعت يد القدر عن بصرها ما كان ران عليه من غشاوة الغفلة والغرور وعن قلبها ما كان قد غشيه من حجب القسوة والجبروت فأصاحت، الى صوت مصر المتصاعد الى عرش الله واصغت الى نداء مصر المالي ما بين الارض والسماء وقد ادركت ان مصر لا تقل عن نظائرها من الشعوب الاوربية شعوراً بعزتها وكرامتها . وعرفاناً بقدرها وقيمتها . وادلالا بسالف مجدها وعظمتها . وانها لاتنحط في درج المدنية والحضارة عن مقام تلك الامم ولا تهبط في سلم الرقى الادبى