صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/49

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۳۷ – والاستقلال ؟ سنرى ذلك قريباً ستراك وقد قذفت بك الطبيعة وسط زوبعة السياسة الهوجاء وعواملها المتنازعة وعناصرها التكافحة تؤلف بما اوتيت من عزم وحزم بين هذه القوى المتمردة الطاغية . وبين هـذه النزعات المتضادة المتعادية - ترد شواردها وتكبح جواءها - آونة بسوط بأسك وسطوتك واسكنه بأس الحازم المتدبر المتلهف على مصلحة بلاده وسطوة المنصف العادل الحدب على منفعتها ـ وآونة بكف لينك الغريزي المغروس في طبيعتـك . ورقتك الفطرية المركبة في سجيتك .ـ دأبك ذلك إلى أن تعنو لك عاصفة السياسة الهوجاء فترتد الفوضى نظاما . والزوبعة نسيما - والحرب سلاما . انك وان كان قد كتب لك بحكم الظروف والأحوال أن تعمل وسط الزوابع السياسية والثورات الوطنية- وسط ما يصح لنا أن نسميه نوعا ما من الفوضى ـ فانك بطبعك ونحيز تك رجل نظام لارجل فوضى ـ وتلك طبيعة العظاء كافة كلهم مجبول على حب النظام ـ بل كلهم النظام مجسدا . وكذلك الرجل العظيم إنما هو رسول النظام في هذا العالم . ( وكذلك ما يجب أن يكون شيمة كل إنسان يحمل الصورة الادمية ) أو ليس كل عمل من أعمال الانسان في هذه الحياة هو «ردالفوضى -