صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/48

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- - - ه في مضلة السياسة وتيهها وفي مجاهلها ومهالكها حيث اشتبهت المسالك واشكات المناهج وخفيت وجوه الرشاد وخبت مصابيح الهداية فانظر ما انت صانع ؟ وأي السبل تسلك وأى الوجوه تنتحي ؟ الا فاعلمن ان راكب الصعاب وولاج المآزق مثلك اذا تشعبت في وجهه السبل ووقف ينظر ابها يسلك الى غرضه الاسمى فلقد يوجد أمامه بلا شك بين هذه السبل منهج واحد هو اقصـدها وأهداها ـ منهج يكون سلوكه في ذلك الظرف وتلك الآونة احق ما يأتيه واصوب ما يصنعه - منهج واحد اذا أتيح له سلوكه طوعا أو كرها كان الحازم البصير والاريب الداهية كان الرجل المكتمل الرجولة الموفق الى ما يرضى الرجال والالهة المساير لانظمة الطبيعة ونواميسها الغامضة الخفية فالطبيعة والكون أجمع يرحب بمثل هذا الرجل وبهتف له «مرحي بورك فيك وفي عملك» ؛ ثم يكون اليمن رائده والنجاح حليفه فهل انت يا أيها الرجل النبيل والوزير الجليل مستبين بين ما يواجهك في تيه السياسة ومضاتها وفى مجاهلها ومهالكها ا من متشعب الطرق والسبل . ذلك المنهج القويم الاوحد فسألك الى قصدك الانيل وغرضك الاسمى النجح والفلاح ـ الى صالة الوطن المبتغاة وبغيته المرتجاة وأمنيته المشتهاة ـ الى الحرية