– ۲۸۰ – كاملا حتى لو رجعنا الى هذا التبليغ وفوق هذا كله فأما ابينا أن ترتبط أي ارتباط بأي أمر من هذه الامور وقلنا أن الكلمة الأخيرة في ذلك تكون للبلاد ممثلة في برلمانها و بالا جمال وأن مصر خرجت من هذه المعركة السياسية فائزة بالمزايا التي كانت تسعي الى تحقيقها دون أن ترتبط بأي ارتباط أو تلتزم بعهد يقيد حريتها في العمل فيما بقى وان استقلالها أصبح معترفا به من الدول نترك هذا الموضوع وننتقل الى نظام الحكم في بلادنا لقد جعلنا أساس برنامجنا فيما يتعلق بالحكم أن تكون لبلادنا هيئة نيابية وأن تكون الوزارة مسئولة أمامها عن كل أعمالها فما تستطيع البقاء في • منه الحكم الا اذا أولاها البرلمان ثقته حققنا بذلك دفعة واحدة مابح صوت البلاد في المطالبة به سنوات عديدة فلم تظهر بطائل ومالم يحصل عليه كثير من البلاد الا بعد أن بذلت في سبيله جهداً كبيراً و يترتب على هذا النظام بطبيعة الحال أن يكون الوزارة تمام الحرية في تولى إدارة البلاد وسياستها دون أن يشاركها في ذلك أحد لان تحمل المسئولية يفترض في ذاته حتما هذه الحرية اذ مما لا يمكن تصوره أن يكون للبرلمان الكلمة العليا في شئون البلاد والاشراف عليها وتكون الوزارة مسئولة أمامه عن هذه الشئون فلا تبقى في مساندها الابسيرها على ارادته وتوخيها انفاذ مقاصـده ثم تكون في الوقت ذاته خاضعه لاية سلطة أخرى فيما يتعلق بالشئون عينها
