صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/29

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ١٧ -


النفسها فيـه بهوادة ولا لين ولا تساهل وحصنت نفسها بأمنع دروع الاصرار والتصميم والاباء والمعاندة وتمسكت انكلترا من الجهة الأخرى بخطتها اشد تمسك وأظهرت ان مشروعها الاخير هو القضاء الفصل والحكم النهائي الذي لا يقبل تغييرا ولا تبديلا ولا نقضا ولا ابراما . وكذلك انفرجت مسافة الخلاف بين الطرفين واستحكمت حلقاته وبلغت المشادة والمعاندة اقصاها واظلم ما بين الامتين وجف بينهما الثرى وعظم الخطب واستفحل الداء

وهنا دخلت الامة المصرية في اصعب ادوار حركتها الجهادية واشد ازمانها و افظع ساعاتها ـ ذلك الدور الذي سميناه في كلامنا عقدة العقد وعقبة العقبات والباب الموصد والغل المحكم حيث خيل المرء أنه ليس ثمت من منفذ ولا مخلص وان متن الرجاء قـد انبتر وظهر السعي قد انحسر . وان ملائكة العون والمدد قد رنقت اجنحتها وطارت وقد سجل على الامة الكريمة حكم الشقاء في صحيفة الابد .

هنا جاء على الامة المصرية اشنع ادوار حركتها الجهادية واسود الافق وحجبت نور السماء سحائب النحس فماذا نصنع؟

۲ ـ ابطال