صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/28

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ١٦ -

واحد وصوت واحد ـ علت من نبراته صيحة الانسانية لمتألمة . وتأججت في هزاته جمرة الوطنية المحتدمة ، وما أعظم صوت الأمم والشعوب وما أقواه وما أقهر سلطانه وما أشد وقعه ! . ألم تر الى صرخة الشعب الواجد الغضبان كيف تصم أذن الظالم وتقرع حية فؤاده بل كيف نكاد نشل خلجات روحه ، وتكاد تحرق زهرة الحياة في مدارس نفسه ووجدانه

قال توماس كارليل في كتابه « الثورة الفرنسية » « ما اجل صوت الجماعات وما اخطره ! صوت غرائزهم التي هي اصـدق من خواطره وافكارهم . اما ان هذا الصوت لأجل واخطر ما يصادفه الانسان بين تلك الاصوات والاشباح التي يتكون منها هذا العالم الزمني . فكل من يجرأ على منافضة هذا الصوت ومقاومته فقد خرج بنفسه عن دائرة الزمان وعن حـدود نواميسه وشرائعه »

اعلنت الامة المقاطعة واعلنت وجوب الاضراب عن تأليف الوزارة تأييداً لمبدأ عدم الاشتراك مع الانكليز في حكم البلاد وادارة شؤونها ، اذ كان في ذلك الاشتراك دليل على الرضا بما يسومنا الانكليز من خطة الذل والخسف والهوان . أعلنت ذلك الامة المصرية وتمسكت به أشد تمسك ولم تسمح