صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/30

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ۱۸ -

وكيف نواجه هذا الكارث وكيف نعد العدد ونجهز آلات الدفاع و نشحذ سلاح الهجوم . وأي عدد لدينا وأي آلات وأى أسلحة ؟ دروع الصبر والجلد وسلاح السكينة وعدة الأمل و الرجاء . ونعم الدروع والآلات والاسلحة ( لا أقول ذلك هازا ولا ساخراً معاذ الله وقد أوضحت آنفا ان استبداد الظالم اكذوبة وانه كسائر الأكاذيب مقضي عليه بالفشل محكوم عليه بالاعدام في النهاية وان صوت الأمة المظلومة أقوى صوت في العالم وان مال الحق ان يتغلب على الباطل وان الأمل ميراث الانسان وذخيرته وان الدنيا اسمها دار الأمل ) . أجل لا أقول ذلك هازئاً ولا ساخراً ولكني أقول ان هذه الأسلحة السلبية ان احرزت النصر والظفر لم يجيء ذلك الا بطيئا . وليس النصر البطيء بأحسن أنواع النصر . وليس الفرح بالمناع الأجل البعيد الذي قد لا تمنى نفسك بأن تراه لا أنت ولا أعقابك ولا أعقاب أعقابك كالفرح بالمتاع الذي يزف اليك عاجلا تلبس جميل زينته - وترشف عذب ريقته.

أقول لا مشاحة في ان ذلك الدور كان أشنع أدوار قضيتنا وتلك الساعة كانت أسود ساعات حركتنا . وحق لنا إذ ذاك ان نحار و نهت وان نأسي ونحزن ، وحق لنا ان ندور بأعيننا بين