صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/27

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٥

اللطمة القاسية . وطعنتها تلك الطعنة الدامية حتى أفاقت من سكرتها . وهبت من رقدتها . ونفضت عن اعطافها غبار الفتور الذي كان جللها به ريح الشقاق والنزاع كما ينفض الأسد الهصور غبار الكسل عن لبده ثم تحركت و نشطت كأنما قد افعم قلوب ملايينها العديدة روح واحدة لا تقبل الانقسام والتجزئة . واعلنت بلسان واحد وبصوت واحد يملا الفضاء الرحب ويهز هيكل الأرض من اعمق جذورها ودعائمها ويصدع اديم السماء «أنها حية يقظة متحفزة ناهضة »

أجابت مصر على المذكرة الايضاحية بذلك الجواب المفحم الحاسم – اعنى بما كانت أعلنته قبل ذلك على لسان جماعة الكونتنتال حين شعرت بما أضمره لها الانكليز من الشر وسوء النية – أجابت بذلك القرار الذي كان الموحى به في الحقيقة هو روح مصر المنبثة في فضائها . الطائفة في جوها . المرفوفة على مضاجع أهليها وعلى سوامرهم وانديتهم الحائمة على مهودأطفالها واکنان عجائزها وشيوخها – على الاجنة في بطون امهاتها وعلى الأموات في بطون اجداثها - الحدبة لعطوف على أمانيها وآمالها الحذرة القلقة المشفقة على ماضيها ومستقبلها .

بهذا الجواب المفحم الحاسم أجابت مصر انكلترا بلسان