صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/26

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٤

آله منصف عادل ـ والفيت ان روح هذه الدنيا انما هي الحق والعدالة . فهذه الحقيقة الهائلة التي ما برحت منذ كان الانسان تبدو امينه ناصعة باهرة سواء كان مسلما او كتابيا او بوذيا او وثنيا ـ وسواء سكن قصور باريز او غابات امریکا او زمهرير القطب او سعير الاستواء ـ هذه الحقيقة الهائلة إذاجهلها الساسة فقد جهلوا كل شيء وقد باعد الله بينهم وبين النجاح كما باعد بين الارض والسماء . وأنى لهم بالنجاح وقد ظلوا يناوئون ويعادون ناموس الطبيعة وروح الوجود ويكافحون الكون اجمع في معركة لن يخرجوا منها الا مثقلين باقدح اعباء الهزيمة والخسران . الا ان في كل شيء خيراً ، وقد كان للامة المصرية في تلك المذكرة الايضاحية خير وان بدا متلفعا برداء وهاج من لهيب الألم وضرام الحزن للتسمر . لقد كانت الأمة أصيبت من قبل ذلك بشر ما يصيب الأمم الناهضة المجاهدة من العلل والأدواء أعنى بداء الانقسام والتحزب وكان ذلك الداء الخبيث قد فشا في جسدها ونقض من أسباب ائتلافها وتملكها وفصم من عرى اتحادها وتضافرهـا وهدد كيانها بالتهدم والانحلال وكاد يمسها في صميم نفسها ويذهب بمـا قد ملأ قلبها من روح الوطنية العاليـة والتضحية الشريفة فما هو الا ان لطمتها السياسة الانكليزية تلك